تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سوريا يا حبيبتي «4»

الملحق الثقافي
2-7-2013م
نجدت قاسم:إدلب

سليلةُ القمح المستحيل..‏

ابن التضاريس الصعبة..‏

من قبل أن يعرف التاريخ اسمه!‏

ذكرياتٌ من الخشبِ العتيق..‏

حين كان العصرُ حجراً!‏

إنها‏

إدلب المرقطّة!‏

فينيق الينابيع‏

وثبةٌ صعبة المراس‏

شهوة القوي في عصره‏

غايةُ مصر.. حين كانت مصر!‏

مطلب الأخمينيين.. حين كانت فارس‏

مأرب الكلدان..‏

أُمنيةُ آشور..‏

غزوات الحثيين..‏

سعي الرومان..‏

أحلام اليونان..‏

حَمدانية الهوى..‏

أيوبية النصر..‏

معرّةُ الفلاسفة!‏

ومزارات الأنبياء..‏

إدلب!‏

جسورٌ مرفوعةٌ على الأكتاف..‏

ينابيع خمر الجنّة..‏

قلبٌ متألق بالشمس..‏

حُب..مشغولٌ دائماً!‏

ثلج العالم أبيض..‏

إلا عندها.. لؤلؤي..!‏

فراشات الكرز..‏

عيونُ اللوز..‏

صلاةُ فجر الزنابق..‏

طنينُ الرمّان..‏

واتكاء مشمشةٍ على غصن زيتون..‏

إدلب..!‏

عِشبةُ القمر..‏

سنديانة الشمس..‏

مواقدُ العطر..‏

شجنُ الماء..‏

نغمةُ حفيف شجر..‏

علبةٌ ألوانٍ زيتية..‏

ريشة طائرٍ شاهق..‏

إدلب..‏

صبيةٌ تُعطّر بالسرِّ رسالتها..‏

وشابٌّ يتوسدُ الرسالة..‏

وينام..‏

أمٌّ تشتكي لأب.. كسل ولدها!‏

وجدةٌ تراقب حصاد الكرز..‏

إدلب..‏

خُطىً واثقة..‏

لا تستطيع تجاهلها..‏

إدلب..‏

خَطوةٌ.. لوطن!!‏

••‏

الحسكة‏

سهول الخير..‏

رهينة النهرين..‏

آخذة الجمال..‏

ثرية.. لا ترد الفقير..‏

ولا تملك غناها!‏

صبية تحيك زيها‏

من خيوط الشمس..‏

وكلما طلبه منها أحد..‏

تعطيه..!‏

الحسكة!‏

الوديعة الهادئة..‏

تلال فلسفة..‏

تختبئ فيها أسرار الوجود والعدم..‏

سليلة الرافدين..‏

شامة الفينيق..‏

ملتقى الروم والإغريق..‏

الخط الأحمر للآشوريين..‏

بذور السريان..‏

بداية الكلدان..‏

حضن الأرمن..‏

بوابة زنوبيا..‏

نافذة فارس..‏

شرفة مصر..‏

درع الحثيين..‏

سيف الآراميين..‏

لحن نينوى..‏

مؤمنة.. أينما اتجهت بصلاتها‏

تتبعها القبلة!‏

هي الحسكة!‏

شلالات السنابل..‏

ينابيع القطن..‏

مواسم.. تترك ما للأرض للأرض..‏

فيعبدها النمل والنحل والطير!‏

كنائس الذكريات..‏

ومآذن الشكر..‏

هي الحسكة..‏

قمحة ترتدي شالاً من القطن!‏

بيوت للاسترخاء..‏

أبواب تجتمع عندها الضحكات..‏

والسهرات..‏

كروم النبيذ على ضفاف الخابور..‏

عنبرية العيد..‏

ربة منزل تعد الغداء..‏

فتمشي الصحون..‏

لتسلم على كل الجيران..‏

فتصبح الشوراع مزدحمة بالصحون!‏

كاهنة الخجل التي تملك كل المعرفة‏

وتتعلم دائماً..‏

الحسكة..!‏

سحر الأصفر..‏

هدوء الأبيض..‏

عتق الأخضر..‏

صمت الأزرق..‏

فاتنة الحضارات..‏

هي الحسكة!‏

حتى عند الجرح.. تلبي..‏

الحسكة..!‏

عكاز.. لوطن!‏

••‏

القنيطرة‏

طبولٌ تقرع في الذاكرة..‏

المنسيةُ التي لا تُنسى..‏

بركانٌ يطفو على سطح البراكين..‏

إنها القنيطرة..‏

جولان الشموخ..‏

صيادة العصر الحجري..‏

فينيق الحمم..‏

جولانتس اليوناني..‏

بولس الطرسوسي..‏

استراحة بيزنطة..‏

استيطان الروم..‏

طموح القوقاز..‏

حنجرة النطق..‏

عندما يصمت الجميع..‏

هي القنيطرة..‏

شهداءُ يرجعون..‏

ليسكنوا بيوتها..‏

زغاريد تحرير..‏

جنديٌ.. يرفع مرساته..‏

ويُبحر للنصر..!!‏

هي القنيطرة..‏

فراشةُ الحدس..‏

عبقُ البارود..‏

وشاح الأناشيد..‏

ركعةُ الاستعداد..‏

عيون اللوز..‏

بيارات الماضي..‏

ماءٌ يواعد شمساً..‏

آنيةٌ ترتمي على الصخر..‏

ولا تتحطم..‏

هي القنيطرة..‏

إنجيل الغيم..‏

قرآن المطر..‏

بسملة البقاء..‏

وصليب النصر..‏

هي القنيطرة..‏

ليست كالأخطاء الشائعة..‏

هي..‏

صوت الليل..‏

فرحُ المآتم..‏

حزن الأعراس..‏

منازل النار..‏

أيوبُ الأرض..!‏

هي القنيطرة..‏

حين يكتبها التاريخ..‏

وسام نصرٍ.. لوطن..!!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية