تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغرب شريك أردوغان

نافذة على حدث
الأربعاء 6-11-2019
ريم صالح

عندما تُقْدمْ دولة على الاعتداء بشكل صارخ ومتعمد على دولة أخرى،

وتستخدم في قتل المدنيين الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، فإن المنطق يقول إنه على المجتمع الدولي أن يتحرك، وعلى المؤسسة الأممية أن تنفذ قوانينها المتعلقة بضمان الأمن والاستقرار العالميين، وإيقاف المعتدي، وتجريمه ومساءلته، ولكن للأسف فإن هذا كله لا يحدث على الإطلاق، لماذا؟.‏‏‏

نظام أردوغان شن عدواناً وحشياً على الأراضي السورية، ونهب ثروات السوريين ومحاصيلهم وسرق معاملهم، بل وتجاوز الخطوط الحمر عندما استخدم الفوسفور الأبيض ضد المدنيين بحسب ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية، فماذا فعل المتباكون على السوريين؟، إلا بعض عبارات الشجب والاستنكار ولأغراض سياسية بحتة لا علاقة للسوريين بها لا من قريب أو من بعيد، لم نسمع بأحد يتحدث عن تطبيق الفصل السابع على هذا النظام المارق، أو تجريم النظام التركي باعتباره مجرم حرب يقتل السوريين بالأسلحة المحرمة دولياً، فبقيت القوانين الدولية حبيسة الأدراج، وكأن ما يجري في سورية، لا يعني الغرب في شيء، طالما أنه لا يمس إرهابييهم من (داعش أو نصرة)، وكذلك لا يصل إلى حقول النفط حيث المكان الذي ترنو إليه أنظارهم الاستعمارية وتجول فيه دوريات احتلالهم.‏‏‏

منظمة الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية صمتت طويلاً ثم خرجت لتتلو قرارها المسيس، بعدم التحقيق في استخدام تركيا للفسفور الأبيض في عدوانها ربما لأن الجريمة لا تستحق الإدانة ولا تستدعيها إذا ارتكبها الأميركي أو إحدى أدواته المجرمة؟!.‏‏‏

الغرب يتعامل مع نظام أردوغان من مبدأ انصر حليفك قاتلاً إرهابياً كان، أم أكثر إجراماً ولصوصية، طالما أنه يقدم كل التسهيلات، وينفذ كل الإيعازات، دون أن ينسى أن يقدم الحصة له الكبرى من غنائمه النهبوية من كل اعتداء يقوم به، وإلا فما مسوغ هذا القرار، واكتفاء الغرب بتصريحات خجولة؟!.‏‏‏

التواطؤ الكوني على سورية أرضاً وشعباً وجيشاً، لم يكن يوماً مجرد تخمين أو استنتاج، وإنما هو حقيقة ماثلة موثقة بالشواهد والأدلة، وإلا فما معنى أن يُستهدف الشعب السوري سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وتبقى القوانين الدولية حبراً على ورق، ولا يتم تفعيلها هي الأخرى واستثمارها إلا اذا كان الهدف أيضاً استهداف سورية؟!.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية