وإنما كان اهتمامهم منصبا فقط على كيفية إقناع كل من روسيا والصين بتغيير مواقفهما الموضوعية والمتوازنة من الأزمة وهذا مابدا جليا في تصريحات كل من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وأنان نفسه.
فكلينتون ذهبت بأوهامها وأحلامها أبعد بكثير من خطة أنان واجتماع جنيف، وسمحت لنفسها بوضع مواعيد وجداول زمنية للتغيير وانتقال السلطة في سورية وتناست تماما أنه يوجد على الأرض السورية شعب متمسك بوحدته الوطنية واستقلاله وسيادته، شعب صابر على العقوبات الغربية ويقاوم التدخلات الأجنبية، شعب يستطيع أن يحل مشكلاته بنفسه شريطة أن تتوقف الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والمنطقة عن لعب دور الأبالسة والشياطين في الأزمة السورية.
لم يكن يحتاج السوريون لحل أزمتهم أكثر من طاولة حوار يلتقي حولها الجميع للبحث والتباحث في مستقبل سورية المرتجاة، وقد قامت الحكومة السورية قبل عام تقريبا بتأمين هذه الطاولة ودعت إليها الجميع، ولو جاءت المعارضة إلى الحوار آنذاك ولم تسارع لاستخدام السلاح في وجه الدولة والمجتمع لكنا اليوم في وضع آخر مختلف تماما، ولكن المعارضين المرتهنين لأجندات خارجية والطامعين بالهيمنة على كراسي السلطة والحكم عبر الاقتتال والفوضى والتخريب وشلالات الدم لا صناديق الاقتراع وطاولات الحوار أبوا إلا أن يتابعوا مسيرهم في طريق المجهول إرضاء لأعداء الشعب وليس نزولا عند رغباته.
ربما كان الأولى باجتماع جنيف أن ينقل ملف الأزمة السورية إلى السوريين ليقوموا بحلها وهم قادرون على ذلك، وهذا ما طالبت به روسيا والصين، شريطة أن تتوقف عمليات الدعم والتمويل والتسليح عن العصابات الإجرامية التي تعيث فسادا على الأرض السورية، بدل التلويح أو التهديد بنقله إلى مجلس الأمن أو غيره، ومع ذلك لا يمكن لأي طرف دولي مهما بلغ من قوة أن يفرض حلا في سورية ما لم يقبله السوريون أنفسهم، وتجارب التاريخ تؤكد أن السوريين كانوا دائما يرفضون ويقاومون كل ما يفرض عليهم من الخارج..!!