بهذه الصورة الجميلة يمكن أن نرسم حماة ولكن هناك صوراً أخرى تسيء إلى المدينة وإلى هوائها ومياهها وخضرتها فلا أحد ينكر أن حماة -محافظة زراعية وصناعية من الطراز الأول ولكن زراعتها وصناعتها متوضعة خارج المدينة وفي مناطقها والقطن لايزرع في ساحة العاصي والقمح لايزرع في ضواحيها الجميلة.. وإنما في المناطق والقرى والمزارع.. التي تمتد من تخوم البادية شرقاً إلى الجبال غرباً مروراً بالريف الشمالي والجنوبي ومن هنا نسأل ماذا تفعل مستودعات الحبوب التي تحتل مساحات شاسعة من مدينة حماه..
وبخاصة في الجهة القريبة المتاخمة لمنطقة المحطة أكثر مناطق ارتفاعاً وإطلالة فهذه المستودعات التي تقدر قيمة أرضها بمليارات الليرات.. أليس من الأجدى الاستفادة منها لأمور خدمية ونقلها إلى خارج المدينة.. وأيضاً ماذا يفعل محلجان للقطن فيها إذا كانت المناطق التي تزرع القطن بعيدة عن المدينة فهما يحتلان مساحات شاسعة من قلب المدينة ويعتبران من أهم مصادر التلوث فيها أليس من الأفضل نقلهما إلى أماكن توضع الإنتاج والاستفادة من المساحة التي يشغلانها.
وأخيراً ماذا يفعل معمل الزيت أيضاً غير نشر الروائح والتلوث رغم أن المساحة التي يشغلها يمكن استثمارها وبثمنها يمكن بناء عدة معامل، سؤال نوجزه باختصار ماذا تفعل المحالج ومستودعات الحبوب ومعمل الزيت في قلب مدينة حماة إلا نشر التلوث والأذى وأشغال مساحات يمكن الاستفادة منها واستثمارها وتحقيق ريعية تعود بالخير الكثير على هذه المحافظة المعطاء؟!.