فتعد المراكز الثقافية إحدى المؤسسات التي تلعب دوراً فعالاً في نشر المعرفة العلمية وتقوية شخصية الطفل وترسيخ مهاراته الحركية والعقلية، كما توفر نشاطات كثيرة تساهم في نشر الوعي المعرفي ومحاكاة الآخرين، ولاسيما إذا توفرت الوسائل المادية والبشرية للقيام بهذا الدور.
ففي المركز الثقافي في العدوي وبالتنسيق والتعاون مع اليونيسيف ومديرية ثقافة الطفل كانت قد بدأت ورشة عمل للأطفال في 10/6 ومستمرة لغاية 30/8 تتضمن مجموعة من النشاطات كسرد القصص والمسرح التفاعلي والفضاء والكون والورشات الفنية وإيقاع الموسيقا والتصوير الضوئي ومسرح العرائس والهدف منها هو توفير التسلية والتعلم بعد عام دراسي طويل.
رباب درويش المشرفة على هذا النوع من الورش الخاصة بالأطفال والمسؤولة عن نشاطاتهم بالمركز قالت: الغاية من الورشة ترسيخ المعلومات التي يتلقونها أثناء تواجدهم في المدرسة، وتحتوي على نشاطات متنوعة في عدة مجالات وتوجد مجموعة من المسابقات للصغار من عمر 6 إلى 9 سنوات وللأكبر من سنة 10 إلى 12 سنة وهي مسابقات ثقافية وترفيهية كأشياء تعرض عليهم لمدة دقائق ويتم تغطيتها، وأضافت أن هذه المسابقات هدفها تنمية قدرة الطفل على الحفظ والتذكر وسرعة البديهة بالإضافة لتنميتهم فكرياً وثقافياً وتقوية الجانب النفسي والاجتماعي للطفل، وبالنسبة لسرد القصص يوجد مختصون بقراءتها لإغناء خيال الطفل وتعليمه أسلوب التأليف والكتابة، حيث يتم سرد القصص من خلال رسومات معينة ويمكن للأطفال أن يؤلفوا قصصاً صغيرة عن الرسومات، وقصصاً حول تكوين شخصية الطفل وكيفية التعامل معه في الوسط الذي يعيش فيه وتعليمه أسلوب اللباقة والحديث، وقصص لتعليم الإنكليزية.
وأضافت المشرفة درويش: بالنسبة للورشات الفنية هنالك الكثير من رسومات الأطفال بالألوان المائية والعادية يختارونها من خيالهم، إن رسوماتهم معبّرة وأفكارهم جميلة وخاصة مع استخدام الأشغال اليدوية ومنهم من يقوم باستخدام أشياء مهملة من البيئة يمكن تدويرها لصناعة شيء معين.
سماح القتال مدربة الأطفال في المسرح التفاعلي أفادت أن عمر الأطفال بهذا النشاط من 9 إلى13 سنة، موضحة أن للمسرح التفاعلي دوراً كبيراً في كسر حاجز الخجل وتحفيز خيال الطفل والتعبير عن مشاعره وأفكاره واكتساب مهارات عديدة للطفل وأضافت أنه في نهاية الورشة يوجد عرض مسرحي يستند إلى الأفكار التي اختاروها واهتموا بها والمشكلات التي يعانون منها، وسيكون العرض بالتفاعل مع الجمهور من خلال إبداء رأيهم في الأفكارالمطروحة.
أحمد الخطيب مخرج مسرحي ومدرب الأطفال في مسرح العرائس بيّن أن: هذا المسرح وسيلة تثقيفية وترفيهية، لأن الأطفال يتفاعلون مع المسرح كثيراً، فالأطفال هم من يصنعون ألعابهم بأدوات بسيطة يستخدمونها في حياتهم اليومية الأساس في صناعة هذا المسرح هوالطفل، ومن خلال الدمى المستوحاة من خيال الطفل يقترح حكاية أو قصة يسردها، فالصغار يصنعون مسرحهم وأضاف أن مثل هذه النشاطات لها دور كبير في تنمية روح التعاون بين الأطفال والتعبير عن ذواتهم بطرق غير مباشرة وتنمية مواهب وقدرات الطفل الإبداعية.
نبيل سالم المشرف على ورشة التصوير الضوئي أكّد أن الهدف من هذه الورشة هو ولوج الأطفال في عالم التصوير الرائع وكيفية التصوير، وأضاف أنه في نهاية الورشة سيقام معرض يضم الصور الملتقطة المميزة وستقدم الجوائز لأفضل الأعمال المصورة. مضيفاً أنه يمكن للطفل الموهوب بالتصوير الاستمرارية في موهبته من خلال الانضمام إلى نادي أصدقاء الكاميرا، حيث يمكنه المشاركة في المسابقات والمعارض المحلية والعربية.
حسين عطفة مدرس موسيقا قال: يتم تعليم الأطفال على آلة الاكسيليفون وبما أن الموسيقا لغة العالم ولغة التواصل بين الشعوب كان لا بد من إيجاد الطرق المناسبة لتنمية مواهب الاطفال من خلال هذه اللغة والبحث في أدواتها كما يناسب سن هؤلاء الاطفال.
المهندسة سحر البوشي أم طفلة مشاركة بالورشة أوضحت أن مثل هذه النشاطات تساعد الطفل على تقوية حضوره بالمجتمع وتجعله أقرب للتعبير عن نفسه بانفتاح وحرية وتفجّر طاقاته المخزونة، ونظراً للظروف المؤلمة التي يمر بها بلدنا الغالي ينعكس ذلك على الأطفال، فلا بد من وجود مثل هذه النشاطات لتعويضهم عن الضغوطات النفسية التي يعانون منها.