تحت شعار «لاجئون موهوبون» تم الاحتفاء بهذا اليوم في عدة محافظات سورية حيث تشاركت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سورية مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري - الشريك التنفيذي الرئيسي للمفوضية في سورية فأقيم معرض للصناعات اليدوية والمواهب للاجئين في خان أسعد باشا العظم في دمشق القديمة، وكان مناسبة ليكتشف من خلالها الزائرون المواهب المتنوعة للاجئين والمتمثلة بمنتجاتهم اليدوية وأغانيهم وأشعارهم كما حظي الزائرون بفرصة الحصول على رسوم بالحنة وبدروس حول الرسم على الوجه والحرير كما قدمت بعض الأنشطة التي تتيح فرصة للتعارف بين اللاجئين والزائرين.
تعبير عن الشكر والامتنان لسورية
ويعتبر اليوم العالمي للاجئين فرصة للاعتراف بالدعم والحفاوة التي ما فتئ اللاجئون يتلقونها من الحكومة السورية والشعب السوري المضياف والمجتمع الإنساني في سبيل التخفيف من صعوبات الحياة في بلد اللجوء.
وقد أشارت السيدة ريناتا دوبيني ممثلة المفوضية في سورية إلى أن معظم اللاجئين المئة ألف الذين تقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤهم على مساعدتهم قد مضى على وجودهم في سورية أكثر من خمس سنوات ومع كل ما حدث فالشكر والامتنان واجب لكرم الحكومة السورية والشعب السوري تجاه اللاجئين وأضافت دوبيني قائلة: لا أحد يختار أن يكون لاجئاً ويأمل الجميع العودة إلى أوطانهم أو إيجاد مكان آخر ليبدؤوا منه حياتهم من جديد، وهذا ما تعمل عليه المفوضية وهو وضع حد للاغتراب مع ضمان بقائهم وحفظ كرامتهم.
الفن لمواجهة الشدة النفسية
كما لفتت السيدة دوبيني إلى أن هناك حدثاً آخر سيقام ضمن هذه الاحتفالية وهو في المتحف الوطني في دمشق حيث سيقوم رسامون عراقيون محترفون جميعهم من اللاجئين بتعريف مجموعة من الأطفال على هذا المجال الفني ليشاركوا في رسم لوحة يبلغ طولها عشرة أمتار.
وأضافت بالقول: هناك الكثير من اللاجئين الموهوبين يعيشون في سورية وقد تم عرض أعمال اللاجئين العراقيين الرسامين بشكل منتظم إضافة إلى عرضها في دول الجوار كالمعرض الفني الذي أقيم مؤخراً بداية شهر حزيران في بيروت ومهما بلغت الأعمار والمهارات فهناك مواهب يجب إظهارها فالتعبير الفني والثقافي أساسي للتخفيف من حدة الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في حياتهم اليومية كما أننا في بعض الأحيان نقوم باستخدام الفن كالعلاج لبعض المشكلات وخصوصاً الشدة النفسية وتتابع: تستضيف سورية واحدة من أكبر مجموعات اللاجئين القاطنين في المدن بالعالم فبالإضافة للعراقيين والفلسطينيين نجد الصوماليين والسودانيين والأفغان وأشخاصاً من جنسيات أخرى وإلى جانب دعمها للاجئين المستضافين في سورية تقوم المفوضية وفي إطار خطة الاستجابة الإنسانية السورية بمساعدة السوريين الموجودين داخل القطر الذين تأثروا بسبب الأحداث الحالية.
وبعد الاحتفال به لأول مرة في عام 2001 بات يوم اللاجئ حدثاً يقام على مستوى العالم ويتميز بجملة من النشاطات في أكثر من 100 دولة بمشاركة مسؤولين حكوميين وعمال المساعدة الإنسانية وقد تميز الاحتفال هذا العام بإطلاق حملة جديدة تهدف إلى تعزيز التسامح تجاه اللاجئين.
الدعم النفسي والاجتماعي
ومن المشاركين في المعرض جمعية الندى التنموية التي أشار المشرف على معروضات الجمعية إلى أنها جمعية تنموية تتوجه إلى المرأة اللاجئة في محاولة لتعليمها بعض الحرف والمهن اليدوية والسكرتاريا والتمريض والخياطة كمهن حياتية لتحسين مستوى دخلها حيث تشارك الجمعية بمنتجات النساء في عدة بازارات يعود ريعها للمشاركات كما تقدم الجمعية انطلاقاً من دورها التنموي عدة دورات مجانية في التصوير الضوئي والمكياج وتصفيف الشعر.
كما تحدثت إلينا متطوعة من مركز الدعم النفسي حيث أشارت إلى الخدمات التي يقدمها المركز للاجئين من جلسات الدعم النفسي الجماعية والفردية ويستوعب كل الأعمار من كلا الجنسين والفئات الاجتماعية ويقدم المركز عدة دورات في الرسم على الزجاج واليوغا والخياطة والطبخ ونظراً لحاجة المرأة اللاجئة للدعم النفسي، فهناك اختصاصيون نفسيون ومرشدون اجتماعيون لمساندتها وتقديم الاستشارات لها لكونها تقوم بدور المعيل لأسرتها.
وعن الخدمات التي تقدمها بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس دائرة العلاقات المسكونية والتنمية فقد تحدث إلينا نبيل جزرم فأشار إلى أن من مهامها إعداد وتنفيذ برامج تنموية وإنسانية لخدمة شرائح المجتمع جميعها فتم تقديم عدة برامج للدعم المادي والنفسي والاجتماعي وتعليم بعض المهن والحرف لتكون خطوة أولى في طريق النجاح إضافة إلى برنامج بناء القدرات المجتمعية وتنفيذ بعض المشاريع المفيدة للمجتمع.