ولأن الحلول الروسية الصينية لا تُرضي الولايات المتحدة الأميركية وشركائها الساعين لتأجيج الوضع ورفع وتيرة العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة، ولا يروق لهم الحل أساساً، فقد بادرت واشنطن وباريس إلى القفز فوق مقررات مؤتمر جنيف الذي لم تريا فيه مبتغاهما بل كان حضورهما شكلياً، وعيونهم على مؤتمر «أعداء سورية» الذي يعقد في القاهرة لكونه التربة الخصبة لأفكارهم الشيطانية التي تغذى عليها مملكات ومشيخات النفط في الخليج العربي الذين يبادرون بذات الوقت للدعم بالمال والسلاح لإراقة الدماء السورية.
المؤتمر الذي لاقى ترحيباً روسياً وصينياً اصطدم بالعرقلة الأميركية الفرنسية مرة ثانية التي لوّحت بمزيد من العقوبات ضد دمشق، أما المبعوث الأممي إلى سورية كوفي أنان، فقد وجد أن الحلّ بيد السوريين وحدهم وصولاً إلى تقريب المواقف بين اللاعبين الدوليين.
إن الأزاميل لفتح الأبواب الموصدة كثيرة ولكن إن كان هناك مفاتيح فما الحاجه للكسر فلعل المبعوث الأممي نطق كلمة الحق عندما قال: إن الحلّ ينطلق من سورية ومن شعبها، فالشعب السوري هو الوحيد الذي يمتلك مفاتيح الحل، دون الحاجة للتوجيهات الأميركية التي لا تلقي بالاً إلا لمصالحها، ولا تكترث لحقوق الإنسان إلا عندما ترى مصلحة لها في ذلك، فقد رأيناها من قبل كيف غَزَت بلدان بأساطيلها وقواتها فسرقت ثرواتها وخيراتها وقتلت الآلاف من شعوبها، ولم تكترث بما حلّ في هذه البلدان من خراب أو دمار.
الذين يخططون لبقاء الأمور على حالها أو السعي لتسعير نار الفتنة في سورية، يعتقدون أنه يمكن أن يصلوا من خلال ذلك إلى ما يخفونه من سوء نية لسورية قيادةً وشعباً، لذلك يكفي على أمريكا أن تتخذ دور الناظر والشرطي الذي يملك العصا الغليظة وعليها بحل مشاكلها بدل أن تتدخل في شؤون الآخرين.
daryoussi@hotmail.com