تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


راح التجلي

ملحق ثقافي
2012/7/3
حسن علي المرعي-كم عاتبتني على شدوي وتنهيدي

غيورةٌ منكِ في كأسي وفي عودي‏

فقلتُ: زيدي. فغير الشام لا حببٌ‏

يذيب قلبي ويبكي في أناشيدي‏

هي الشام التي ما حط طائرها‏

إلا على قمر في وجه معمود‏

يا شامة الخير يا رمان هامتها‏

إذا استفاق على تنقير غريد‏

كأن عطر هواكِ آية طبعتْ‏

على جدار فؤادي أحرفَ العيد‏

ما عشتُ أستعذب التالينَ كوثرها‏

نخباً تسامى إلى السبع المحاميد‏

هي السماوات في أسماء أحمدِها‏

في كل معنى سماءٍ اسمُ محمود‏

أولى تأويلها في الشام سيدةٌ‏

تربعتْ فوق عرش القلب في الطود‏

وفوق سابعةٍ من قاسيون أبتْ‏

إلا لراح التجلي في العناقيد‏

آتٍ هواكِ على فحوى رسالته‏

شرقاً وغرباً لوقتٍ فيكِ مشهود‏

وإن يومك يوم الزينة اجتمعتْ‏

إليه كل خلاصات المناكيد‏

وما عصاك سوى إشراقة لقفت‏

ما يطرح البغيُ من حبل ومن عود‏

يا قبلة الله بل يا قبلة نُقشت‏

على خدود المعاني حكمة الصيد‏

أقول فيك الذي إن قاله رجلٌ‏

بالله أورد شركاً غير مقصود‏

أخلصتُك الود حتى قيل ممسكة‏

بثوبه الشامُ من نجها لجيرود‏

يعنو لدى حورةٍ في منتدى بردى‏

ويشتفي من حُميّاها بيبرود‏

وقد تمادى لسورياه قاطبة‏

فهامَ في عشقها ورداً بمورود‏

يا شامُ بعضُ هواي فيك من ورعٍ‏

وبعضه خمرةٌ في كأس عربيد‏

مزجتُ حكمته في أقحوان دمي‏

فطار سرب حواميم• مساويد••‏

نعم عشقتكِ نهراً يستبيح دمي‏

على الشواطئ من جيد إلى جيد‏

وكم رسمتْ على خدي قافيتي‏

ما استودعتكِ يد الرحمن من غيد‏

فمن مُرمّنة النهدين مورقةٍ‏

إلى مهفهفة الخصرين أملود‏

أسلو الندامى ويرتاح الفؤاد إلى‏

صفصاف جنبيكِ مشبوكٍ ومفرود‏

ومن غناء السكارى في رباكِ صدى‏

يجمّع الليل في أهدابك السودِ‏

قالوا: الجنانُ على أيدي الذين مضوا‏

فقلتُ: تأتي على الصم الصناديد‏

على الجباه التي إن أشرقت لمعت‏

نار النبي وأخبت نار نمرود‏

تلك استعاذت «بآل سعود» من حنقٍ‏

على أبوةِ أهل الشام للجود‏

ونحن أورينا ليلَ قاسيون حجى‏

من نار موسى إلى أنوار شهرود‏

إذ غالك الفكرُ معجوناً برائحة‏

من الدماء البريئات المعاميد‏

يرى على عين «باعوراءَ»••• صورتَهُ‏

ويستعيدُ لساناً جدّ ممدود‏

يجسد الله حتى... نعله ذهبٌ‏

ويوهنُ العقلَ.. حتى غير موجود‏

ويستبيح دماء المسلمين على‏

نطع الضلالة تكفيراً بتلحيد‏

كأنما الفقه في عثنون سيدهِ‏

وجلّ ما سطروا من حُجرِ تلمود‏

يا شام إن أشعلوا في حمص فتنتهم‏

أعاذنا الله من أوكارها السود‏

وإن أباحوا بدرعا بعض ما كتبت‏

يد الحضارة في سود الجلاميد‏

فإن نهر عطاء في أرومتنا‏

يشيدُ كل بناء فيكِ مهدود‏

إن كان للناس في أسمائها صفة‏

وللعواصم .. فالرجوى بتأييدي‏

أليس في طلعة البشار بارقةٌ‏

إلى صباح ببشرى النصر معقود‏

وإن غاياتنا الأسمى مفتّحة‏

على بُراق بأرض القدس مفقود‏

يا شام قرّي عيوناً فاللقاء دنا‏

من سدرة المنتهى بيداً على بيد‏

وإن خيلكِ بسم الله مُسرجةٌ‏

على رباط ليوم الفتح مرصود‏

تُمسين في عصمة الأفلاك سيدتي‏

وتصبحين على أحلى المواعيد‏

•الحواميم: آيات القرن التي تبدأ ب، «حم»‏

•المساويد: نوع من الحمام‏

•باعوراء: الرجل الذي أتاه الله علماً فانسلخ منه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية