غيورةٌ منكِ في كأسي وفي عودي
فقلتُ: زيدي. فغير الشام لا حببٌ
يذيب قلبي ويبكي في أناشيدي
هي الشام التي ما حط طائرها
إلا على قمر في وجه معمود
يا شامة الخير يا رمان هامتها
إذا استفاق على تنقير غريد
كأن عطر هواكِ آية طبعتْ
على جدار فؤادي أحرفَ العيد
ما عشتُ أستعذب التالينَ كوثرها
نخباً تسامى إلى السبع المحاميد
هي السماوات في أسماء أحمدِها
في كل معنى سماءٍ اسمُ محمود
أولى تأويلها في الشام سيدةٌ
تربعتْ فوق عرش القلب في الطود
وفوق سابعةٍ من قاسيون أبتْ
إلا لراح التجلي في العناقيد
آتٍ هواكِ على فحوى رسالته
شرقاً وغرباً لوقتٍ فيكِ مشهود
وإن يومك يوم الزينة اجتمعتْ
إليه كل خلاصات المناكيد
وما عصاك سوى إشراقة لقفت
ما يطرح البغيُ من حبل ومن عود
يا قبلة الله بل يا قبلة نُقشت
على خدود المعاني حكمة الصيد
أقول فيك الذي إن قاله رجلٌ
بالله أورد شركاً غير مقصود
أخلصتُك الود حتى قيل ممسكة
بثوبه الشامُ من نجها لجيرود
يعنو لدى حورةٍ في منتدى بردى
ويشتفي من حُميّاها بيبرود
وقد تمادى لسورياه قاطبة
فهامَ في عشقها ورداً بمورود
يا شامُ بعضُ هواي فيك من ورعٍ
وبعضه خمرةٌ في كأس عربيد
مزجتُ حكمته في أقحوان دمي
فطار سرب حواميم• مساويد••
نعم عشقتكِ نهراً يستبيح دمي
على الشواطئ من جيد إلى جيد
وكم رسمتْ على خدي قافيتي
ما استودعتكِ يد الرحمن من غيد
فمن مُرمّنة النهدين مورقةٍ
إلى مهفهفة الخصرين أملود
أسلو الندامى ويرتاح الفؤاد إلى
صفصاف جنبيكِ مشبوكٍ ومفرود
ومن غناء السكارى في رباكِ صدى
يجمّع الليل في أهدابك السودِ
قالوا: الجنانُ على أيدي الذين مضوا
فقلتُ: تأتي على الصم الصناديد
على الجباه التي إن أشرقت لمعت
نار النبي وأخبت نار نمرود
تلك استعاذت «بآل سعود» من حنقٍ
على أبوةِ أهل الشام للجود
ونحن أورينا ليلَ قاسيون حجى
من نار موسى إلى أنوار شهرود
إذ غالك الفكرُ معجوناً برائحة
من الدماء البريئات المعاميد
يرى على عين «باعوراءَ»••• صورتَهُ
ويستعيدُ لساناً جدّ ممدود
يجسد الله حتى... نعله ذهبٌ
ويوهنُ العقلَ.. حتى غير موجود
ويستبيح دماء المسلمين على
نطع الضلالة تكفيراً بتلحيد
كأنما الفقه في عثنون سيدهِ
وجلّ ما سطروا من حُجرِ تلمود
يا شام إن أشعلوا في حمص فتنتهم
أعاذنا الله من أوكارها السود
وإن أباحوا بدرعا بعض ما كتبت
يد الحضارة في سود الجلاميد
فإن نهر عطاء في أرومتنا
يشيدُ كل بناء فيكِ مهدود
إن كان للناس في أسمائها صفة
وللعواصم .. فالرجوى بتأييدي
أليس في طلعة البشار بارقةٌ
إلى صباح ببشرى النصر معقود
وإن غاياتنا الأسمى مفتّحة
على بُراق بأرض القدس مفقود
يا شام قرّي عيوناً فاللقاء دنا
من سدرة المنتهى بيداً على بيد
وإن خيلكِ بسم الله مُسرجةٌ
على رباط ليوم الفتح مرصود
تُمسين في عصمة الأفلاك سيدتي
وتصبحين على أحلى المواعيد
•الحواميم: آيات القرن التي تبدأ ب، «حم»
•المساويد: نوع من الحمام
•باعوراء: الرجل الذي أتاه الله علماً فانسلخ منه.