لِعُبُورِهَا
غَضَبٌ تَسَاقَطَ في الخَريفِ
حَوَافِرُ للنَّارِ تَحمِلُهَا الدُّروبُ
ولافِحٌ للرِّيحِ
يَغتَصِبُ الجَمَال
هِيَ ذِي الَّتِي
حَمَلَت وُرُودَ اليَاسَمِينِ قَذَائِفَ
وَالأُغنِيَاتِ
هِيَ الَّتِي تَرَكَت
قَبَائِلَ صَوتِهَا
حَجَلاً يُرَفرِفُ بِالخَرَابِ
بَيَادِرَ تذرو رَحيقَ الجَمرِ
أو حَطَبَ الجِبَال
هِيَ لا تُبَشِّرُ بِالنَّدَى
في الثَّغرِ بَسمَاتٌ لِسَفكِ الضُّوءِ
وَالشَّجَرِ الَّذي هَزَمَ الفَيَافِي
ثَورةٌ لِفَنَاءِ نَاياتٍ
وَفَاكِهةِ الوِصَال
فَإِلَى مَتَى تَغزو أَنَاشِيدي
وَتُرهِقُ شَمعَتِي
بِتَفَاهةٍ أُخرَى وَأَدهَى؟
إِنَّهَا وَبِنَارِهَا
تَهتَزُّ أَزهَارِي
وَيَضجُرُ بَعضُهَا
تَتَقَطَّعُ الأوتَارُ في رقصِي
وَلَكن لَن أَكُونَ
إِشَارةً خَضرَاءَ
أَو وَلَدَاً تُهَدهِدُهُ بِحَبَّةِ بُرتُقَال
••
وَأَظَلُّ أَختَرِعُ الهُرُوبَ
لأَنتَهِي مِنهَا
فَيَصدُمُنِي المَكَانُ بِهَا
يُعَكِّرُنِي تَجَهُّمُهَا
فَأَركُضَ في اليَبَابِ
يَجِيئُنِي هَذَا الَّذي
بِالحُزنِ يَطلُعُ وَالدُّجَى
ثَمَرُ القُيُودِ
وَهُدهُدُ الأرَقِ الرَّجِيمِ
هِيَ الَّتِي تَمتَدُّ
مِثلَ رَصَاصَةٍ في القَلبِ
قَندِيلاً يَثُورُ بِهِ الحَرِيقُ
جَرَادةً صَفرَاءَ تَلتَهِمُ الفَضَائِلَ
إِنَّهَا
تَختَالُ في أَخطَائِهَا
تَندَاحُ في عَبَقٍ مِنَ الظُّلمَاءِ
تَنسِجُ مِن سُلُوكِ النَّارِ أَجنِحَةً
تَظُنُّ بِأنَّها الأَسمَى
تُحَاوِلُ أَن..
يُبَاغِتُهَا بُزُوغُ الوَردِ
مُحتَشِدَاً
تُحَاصِرُهَا الأمَاكِنُ بِانطِفَاءِ الحُبِّ
تَسقُطُ بَينَ قُبَّرةٍ وَأُخرَى
تَدخُلُ الأنقَاضَ
تَأخُذُهَا المَدَافِنُ
ثُمَّ تَمضِي فِي الغُرُوبِ
وَبَعدَهَا
لا تَستَطِيعُ سِوَى الخِصَام