وبدأت القوى الكبرى تعيد رسم خارطة العالم حسب مصالحها الذاتية، وليس حسب مصالح الشعوب. في هذا الوقت أبصر النور رجل في مدينة حلب السورية، ووصل صيته في زمن قصير إلى أصقاع العالم، وأصبح من المجددين في عالم الفن.
ولد كارنيك طولوميان عام 1907 في حلب، لعائلة تمتهن فن التصوير. تعلم في مدارس حلب، ودخل كلية الهندسة، ثم سافر ليكمل دراساته في باريس عام 1927، إلا أن شغفه بالفن، جعله يدخل كلية الفنون في باريس، ويتخرج منها فناناً مجرباً ومهووساً بالتجديد.
شارك في المعارض الباريسية وكان أولها المعرض الكبير في باريس، حيث كان أول معرض مشترك له مع فنانين كبار من مثل الفنان مارديروس صاريان، واستمر في المشاركة في عدد من المعارض الأخرى، إلى أن أقام معرضه الأول الفردي عام 1939، وكان نقطة تحول في مسيرته الفنية.
أشاد به الفنانون الفرنسيون، وأصبح علماً في الساحة التشكيلية الفرنسية. وفي عام 1950 بدأ رحلة فنية، زار فيها مصر ولبنان وأمريكا، وأقام معارض تشكيلية، برزت فيها أفكاره التجديدية، ولاقى تقديراً كبيراً من الدول التي زارها كلها.
منح الجائزة الأولى في مسابقة «أيل دي فرانس» في باريس على لوحته «قصر بوجيفال المهجور»، ومنح الجائزة الأولى في المعرض العالمي «هولمارك» الذي أقيم في نيويورك، ونال الجائزة الأولى في المعرض الدولي في طوكيو عام 1955. كما حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي.
انتخب عضواً في أكاديمية الفنون الجميلة في باريس، التي ضمت سلفادور دالي وكبار الفنانين، وذلك بسبب تجديده في المجال الفني. وفي خطاب له في الأكاديمية، هاج طولوميان مدارس الفن الحديثة، واتهم بول سيزان وبيكاسو بالفوضى وتشجيع كل أنواع المذاهب تحت شعار «ثورة من أجل الثورة» و»حداثة من أجل الحداثة». فيما هو اهتم بالمضامين الفكرية للفن، إضافة إلى الجماليات والأساليب الحديثة.
أطلق عليه اسم فني «كازرو» وأصبح الاسم الذي يعرف به.
كتبت عن طولوميان كتب عدة، أهمها للكاتب والناقد شوفالييه، والناقد فلوران فيليس، والكاتب روبيرت راي، وبيير كاييه. وكلها تشيد بعبقريته الفنية وريادته التشكيلية.
okbazeidan@yahoo.com