بدا إدراج فيلم «تردّدات جيّدة» مُنصَبّاً، في حكايته، في هذه الرُّوحية. فجديد الثنائي ليزا باروز داسا وغلين ليبيرن استعار حكاية حقيقية عن الشاب تيري هولي،
مدير محل بيع آلات موسيقية وسط بلفاست، ساهم عبره في تثوير موسيقى حركة الـ«بنك» المتمرِّدة. بينما خُصِّص العرض الختامي لفيلم الأميركي وودي آلن «إلى روما مع حبّي»، وهو استكمال لمشروعه الأوروبي الذي بدأه مع رائعته «فيكي كريستينا برشلونة» «2008»، ولاحقاً الأقل شأناً «منتصف الليل في باريس» «2011».
على الرغم من الخانات العشرين التي تتألّف منها فعاليات المهرجان، وأفلامها التي تربو على المئتين، تبقى أفلام المسابقة وجائزتها المرموقة «كرة الكريستال» مثار اهتمام الجميع، علماً أن لجنة التحكيم ترأّسها الأميركي ريتشاد بينا، مدير البرمجة في «جمعية السينما» التابعة لـ«مركز لينكولن» في نيويورك.
تضمّ المسابقة اثني عشر فيلماً طويلاً، منها ثمانية تُقدَّم للمرّة الأولى، بينما تشهد أربعة منها مشاركة دولية أولى، بعد عروض محلية سابقة. من بين الأفلام التي تسبقها سمعة التسريبات، جديد المخرج الإيطالي ماركو توليو جوردانا «ساحة فونتانا، المؤامرة الإيطالية».
من الفضائل الكبرى في «مهرجان كارلوفي فاري»، تلك الاختيارات الحكيمة في خانة التكريمات والاستعادات: من الممثلة الأميركية المميّزة سوزان ساراندون، بطلة «أتلانتك سيتي» للفرنسي الراحل لوي مال، التي ستحصل هذا العام على «كرة كريستال» عن مجمل نشاطها الإبداعي، إلى زميلها التشيكي جوزيف سومر، الذي حصد شهرة بفضل أدائه دور البطولة في فيلم «النكتة» «1968»، المقتبس عن رواية ميلان كونديرا، وانتهاءً بصاحب «مواقيت وريح» «2006» و«كوزموس» «2010»، المخرج التركي الطليعي ريها أرديم، تكون منجزات المخرجين الراحلين الإيطالي مايكل أنجلو أنتونيوني «تُعرض له نصوصه القصيرة فقط، في لفتة ذكية إلى اشتغالاته» والفرنسي جان بيار ميلفيل «تُعرض له عشرة أفلام من أصل 14»، أكثر الاحتفاءات ضياء لقامتين سينمائيتين تشع بها شاشات المدينة ـ الجوهرة لمقاطعة بوهيميا الخلاّبة.