ملتحفاً بغطاء المنطقة الآمنة المزعومة، التي يبتغي اقتطاعها من الخريطة السورية، ليغطي برداء احتياله عورات إرهابه عن عيون العالم، مدّعياً حرص الذئب التركي على السوريين وأمانهم، ويسهب بشرح تفوح رائحة الانتهازية النتنة من مفرداته عن ميزات إقامة وهم «الآمنة» الذي يلهث لتحقيقها على الأرض السورية، معدداً الفوائد التي ستعود على اللاجئين السوريين، ورقته المحروقة للمساومة التي رفعها فزاعة في وجه أوروبا لتمدّ له العون بإنشائها فخاب مسعاه، فرأى أن يقايض عليها ويستثمر بها بالمحفل الأممي.
فما تشدق به أردوغان في الشأن السوري ليس عربدة وقحة فحسب، بل انتهازية وتلوّناً حربائياً حسب الطقس السياسي، يقوم به بين الحين والآخر لذر الرماد بالعيون الدولية علّه يتمكّن من شرعنة أطماعه، وآخر تبجحاته بالجمعية العامة ما هي إلا ضربٌ من ضروب صفاقته وإتجاره القذر بقضية اللاجئين، فاللص التركي لا يدع فرصة تمرّ إلا ويحاول استغلالها للنفاذ من ثقوب العيوب الأممية لتمرير مشاريعه العدوانية.
أن يكذب أردوغان ويشوّه الحقائق، أمر أصبح سمة ملازمة له، وطالما تتاح له مساحات للدجل على خشبة المزاودة بحقوق الإنسان، فكل ما سيفرده من أوراق ستفوح منه رائحة الخبث المغرض وكل ما سيتفوّه به لن يعدو كونه محاولات اقتناص مواقف تدعم سلوكه الإجرامي وتدخّله السافر بالشأن السوري.
وفي الوقت الذي كان فيه أردوغان يتباكى ويتشدّق بأمان السوريين بسوق الادعاء الأممي خرجت صحيفة واشنطن بوست الأميركية لتعرّي حقيقته بالبراهين وتثبت ضلوعه بدعم وحماية إرهابيي داعش.
سيل من الفضائح وكثير من الدلائل والبيّنات التي تفضح ضلوع أردوغان في دعم الإرهاب، لا يحجبها غربال أكاذيب وادعاءات، وما قامت به الصحيفة الأميركية من كشف للترابط اللامتناهي للنظام التركي مع داعش ومن على شاكلتها الإرهابية، ما هو إلا قطرة من بحر الإمداد والتمويل التركي للإرهاب، فعلى أي حبال مراوغة يلعب أردوغان في السيرك الهزلي الأممي ويتسوّل دعماً لمشروعه الاستعماري! وهو الآثم برعاية داعش والنصرة اللتين تضعهما الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب وتدّعي ضرورة استئصال بؤرهما من منطقتنا والعالم؟! فأي تناقض وازدواجية في ممارسات المنظمة الدولية؟ وأي مصداقية تغلّف بها قراراتها وقوانينها؟!