لكن السؤال يطرح نفسه على فئات النخبة حول الواقع الثقافي الراهن كان موضوع نقاش في حوار عنوانه (الأديب والباحث والموسيقي محمد بري العواني «الواقع الثقافي وآفاقه في حمص») وأدار الحوار مع مدير الثقافة ورئيسي فرعي اتحاد الكتاب العرب حمص ونقابة الفنانين ورابطة الخريجين والجامعيين ومدير منتدى الركن الثقافي.
رئيس فرع اتحاد الكتاب والجمعية التاريخية بحمص الدكتور عبد الرحمن البيطار تحدث بأن الجمعية التاريخية لها دورها الهام وقدمت العديد من النشاطات والمعارض ومنها معرض الطوابع واعتبره أكبر معرض حيث يجمع كل الصور التاريخية والتراثية وتحتوي على المناطق الأثرية لكن كان الاقبال ضعيفاً,منوهاً إلى معرض الكتب المرافق للمهرجان الثقافي والفني ويضم كتبا ذات مستوى فكري وقيمتها بمبالغ زهيدة من منشورات وزارة الثقافة, وأيضاً لم يجد إقبالاً عليها رغم أن الاتحاد له إمكانيات وبرر سبب قلة الاقبال لوسائل التواصل الحديثة وإمكانية الحصول على المعلومات دون عناء أو جهد ما انعكس على دور الاتحاد وأدائه.
من جهته مدير الثقافة حسان لباد تحدث بأن المديرية قد فتحت أبوابها لكل الشباب من موسيقا وشعر ومسرح,ولابد من تشكيل لجنة استشارية لمناقشة الأعمال المسرحية والفنية المقدمة كافة وتقيمها.
أما رئيس منتدى الركن الثقافي رجب ديب قال بأن الحياة البشرية والثقافة طريقة حياة ونمط تفكير والمثقفون والأدباء أبدعوا خلال الأزمة وخاصة في الشعر فظهرت المنتديات الثقافية.
كما رأى المنسق الثقافي برابطة الخريجين والجامعيين عيسى إسماعيل إن رابطة الخريجين الجامعيين أول مؤسسة ثقافية أهلية بدأت من ستينيات القرن الماضي 1961 رداً على الانفصال حيث أسسها شباب متحمس واستطاعت استقدام شعراء من أغلب الدول العربية والمحافظات فكانت فريدة من نوعها على مستوى القكر واعتادت قبل الأزمة أن لا يأتي منبرها إلا الكبار من الشعر والقصة والبحث والنقد الأدبي وحافظت على سويتها أثناء الأحداث وتستطيع أن تتنازل عن سويتها في الثقافة والأدب منوهاً خلال حديثه بأن المشهد الثقافي غني من حيث الكم ولايمر يوم إلا وهناك نشاط ثقافي، وماهو مستوى النشاط الثقافي والأدبي في النشاطات يكون على حساب النوع والمضمون وهناك من قدموا ستين أو سبعين عملاً لكن هل هم جديرون للوقوف على المنابر شاعراً ملخصاً الواقع الثقافي بعدة نقاط أهمها بأن الكثيرين يعتلون المنابر ولديهم هشاشة في اللغة العربية، وفقدان الكثير من النقاد والأدباء والكتاب إما بالموت أو بالهجرة خارج القطر ومنهم محمد غازي التدمري والدكتور سمر روحي الفيصل والافتقار للنقد الأدبي ولابد من تنقية المشهد الثقافي برعاية الموهوبين.
ثم أردف أمين فرع نقابة الفنانين أمين رومية بأن المشهد الفني يحتاج للكثير من الجلسات والندوات,وإشراك المثقفين والمعنيين بالواقع الثقافي، لكن هناك جانب النشاط الثقافي, مؤكداً أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتمويل ولعل غياب التمويل يقدم نشاطا لا قيمة له, ولدينا واقع متغير صنفه فترة ما قبل الحرب وأثناء حدوثها وما بعدها وأفرزت تشكيلات ثقافية وأصبحت مناطقية حيث قدمت أدباء وشعراء وكتابا لأن الجمهور الحمصي مسكون بالإبداع والعطاء ولم يتوقف ضارباً مثالاً على حديثه المهرجان المسرحي فقد جذب الكثير من الشرائح توافدوا لمتابعة نشاطاته مؤكدا على ضرورة إيجاد تمويل لعروض المسرحية المقدمة للنهوض بالواقع الفني، واحتضان ورعاية الفرق وامتداد النشاطات إلى الأرياف وعدم مركزيتها.