تضمن الكتاب فصولاً متعددة ومتنوعة من التاريخ المجيد الذي صنعه السوريون عبر سنين من التعب والنضال والإبداع فجاءت العناوين كثيرة نذكر منها: (جذوة لن تنطفئ - شهداء آخرون - ميسلون والعظمة - دمشق حرم الخلود - عيد الجلاء للشاعر بدوي الجبل... الخ).
وتحت عنوان (عن الأدب المقاوم ودوره التاريخي) جاء في الكتاب: ولدت المقاومة مع الإنسان وظلت ملازمة له منذ نشأة الخليقة، لأنه مخلوق مقاوم بطبعه وفطرته لكل مايحسبه عنصراً يعمل ضده، إن كان هذا العنصر ينتمي إلى محيطه أو كان من المجموعات الإنسانية أو الطبيعية الأخرى.
وبما أن اللغة كانت وماتزال تشكل إحدى أدوات التواصل والمواجهة، فإن الإنسان استخدمها كعنصر مؤثر في الدفاع عن النفس، ونجد في التاريخ شواهد عدة لتأثيرها، وقد تحولت فيمابعد إلى أدب وشعر وخطابة وغيرها.
وتضمن الكتاب مجموعة قصائد شعرية لشعراء كبار كان لهم أثر كبير في ذاكرة السوريين والعرب،فمثلاً ها هو الشاعر خليل مرد بك يصدح صوته في (يوم ميسلون) ليقول:
أدال الله (جلق) من عداها... وأحسن عن أضاحيها عزاها
فكم حملت عن العرب الرزايا..
كذلك الأم تدفع عن حماها
مضت عشر عليها حالكات..
كقطع الليل لم يكشف دجاها
عرفنا يوم يوسف مبتداها..
فهل من مخبر عن منتهاها
وكتبت فلك حصرية: مما لاشك فيه بأن الأدب ماهو إلا تعبير عن الواقع بشتى جوانبه، وكامل أبعاده وصوره بأساليب جمالية، تعتمد اللغة ونقصد الواقع والمجتمع بمكوناته الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبما يمور فيه من صراع وحركة وتماوج، وبما يتصارع في ذات الإنسان ونفسه من رغبات ومخاوف وهواجس، من هنا كان للأدب بنوعيه: الشعر والنثر شأن عظيم، ومكانة رفيعة، وأهمية بالغة في الإدراك اللغوي والتذوق الجمالي والتكوين الإيقاعي والإسلوبي والإبداعي الذي يمكن الأديب من أدوات خلقه النصيّ واستحضار صوره التي تنطلق من الواقع لتعود إليه بألق الإعجاز الشعري والسمو النثري، فالأدب يفسر الأديب، وحياة الأديب تفسر الأدب، فبعض النصوص الأدبية الخالدة لايمكن فهمها إلا بمعرفة قائليها، ولايمكن تعليلها أو تفسير بعض ظواهرها الأدبية إلا بالفهم العميق والإحاطة الشاملة والدقيقة ذات العلاقة المتبادلة في الفهم والتواصل، والاجتهاد والتعاطف، ليكون الانسجام واضحاً مابين المرسل والمتلقي والمجتمع والأديب.
واضافت: لقد نجح الأدب في أن يكون مرآة لكل زمان ومكان, فهو اصدق مرجعاً وأغنى معرفة بأحوال الناس وشؤونهم ضمن فترة أو مرحلة زمنية ما، فها هو يتجاوز تفاصيل الحياة للأديب أو الشاعر أو ليعيدنا إلى قصص التاريخ والملاحم والاعمال الكلاسيكية القديمة والحديثة، من خلال الشكل الأدبي الذي يحتوي اللغة، وثقافة مرحلة الحدث، الذي خلده النص الأدبي بأشكاله"المختلفة.
ammaralnameh@hotmail.com