في هذه النصوص الثلاثة من المسرح التجريبي الحديث التي تضمها هذه المجموعة المسرحية (طرد بريدي) يقلّب الكاتب وجوهاً عدة للمرأة بمفارقاتها، وللرجل بمفارقاته.
في مسرحيته الأولى يعري الشخصية الرئيسة من أقنعتها في موازاة نماذج اجتماعية متباينة، وفي الثانية دعوة إلى التشبث بالوطن على الرغم من جراحاته، وهباء أحلام الرحيل، وفي الثالثة مسرحية للذات، وجوانب من سيرتها، بلمسات من الكوميديا السوداء.
وهو في جميع ذلك يغوص إلى ما تحت الواقع الإنساني.. إلى الواقع الخفي، الذي غلّفته الأقنعة.
ويبدو أننا بحاجة أحياناً إلى شيء من الجنون العاقل لنكشف الغطاء عن هذه الأقنعة.
هذه النصوص التجريبية الثلاثة متوالية فكرية، ومدرج ينصبه الكاتب ما بين خشبة المسرح وصالة الحياة، يعارك فيهما المؤلف الحقيقة الإنسانية صاعداً هابطاً، وتترك رموزه هامشاً عريضاً للقارئ وأفكاره، وفي هذا منتهى الاحترام للإنسان وجوهره.
المجموعة المسرحية (طرد بريدي)، تأليف: عبد الفتاح رواس قلعه جي، تقع في 175 صفحة من القطع المتوسط، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2019.