تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رضا سعيد.. مؤسس الجامعة السورية.. رجــــــــــــــل المـــــــــواقــف

ثقافة
الاثنين 30-9-2019
فاتن أحمد دعبول

سعى رضا سعيد الجراح القديرمع لفيف من الأطباء إلى إعادة فتح معهد الطب العثماني في دمشق الذي أغلق بسبب الحرب العالمية الأولى، وتعريب كافة المناهج والكتب من اللغة التركية،

بعد تحرير سورية من الحكم العثماني تماشيا مع ركائز الحكومة العربية الوليدة في دمشق، فوافق الأمير فيصل على طلبه وأحال الطلب إلى فارس الخوري وكان وزيرا للمالية، لرصد تعويض مالي للأساتذة، لكن الخزينة كانت فارغة، فقال رضا سعيد للأمير فيصل» نحن لانريد أجرا مقابل هذا العمل، ونحن على أتم الاستعداد لترجمة كل شيء مجانا.‏

احتفت ندوة قامات في الفكر والأدب والحياة الشهرية السابعة بالدكتور رضا سعيد أحد مؤسسي النهضة العلمية ورئيس الجامعة السورية الأول، في قاعة محاضرات مكتبة الأسد الوطنية بمشاركة كل من د. سامي مبيض، د. نبيل طعمة، د. وائل بركات، د. اسماعيل مروة الذي أدار الحوار.‏

رجالات ومواقف‏

يقول د. سامي مبيض بدأ عمل الأساتذة والأطباء وتوسعت عملية الترجمة لتطال كافة القطاعات الحكومية الأخرى بما فيها المؤسسة العسكرية، وشكلت لجنة لتعريب مناهج المعهد الطبي كان رضا سعيد رئيسا لها ومن أعضاء اللجنة» عبد الرحمن الشهبندر، أحمد منيف العائدي، مرشد خاطر، عبد القادر زهرة ومحمود حمودة..» وأعيد افتتاح معهد الطب بفضلهم في العام 1919 وعين رضا سعيد عميدا لمعهد الطب وعمل على جمع أطباء محليين لملء الفراغ في الكادر التعليمي، ووضع مع مسلم العطار النظام الأساسي لعمل كليتي الطب والحقوق، واجتهد رضا سعيد أن يكون التعليم مدعوما وليس مجانيا.‏

واستطاع أن يحافظ على استمرارية معهد الطب العربي رغم محاولة الانتداب الفرنسي إغلاقه، وعين رئيسا للجامعة، وفي الآن نفسه حاول رفع سوية التعليم وتوسيع أعمال الجامعة، ففتح المدرج الكبير في الجامعة وأسس المطبعة الجامعية التي كلفت بطباعة الكتب والمجلات العلمية بما فيها المجلة الطبية التي يترأس تحريرها الطبيب مرشد خاطر، وقام بتوسيع مكتبة الجامعة لتحتوي على خمسة آلاف كتاب من أمهات الكتب بالعربية والإنكليزية والفرنسية، كما فتح أبواب الجامعة أمام النساء وفي العام 1929 تخرجت أول فتاة من كلية الحقوق» فاطمة مراد» ومن ثم تخرجت أول سيدة من كلية الطب» لوريس ماهر».‏

وعندما عين وزيرا للمعارف استطاع أن يجمع بين مهامه في وزارة المعرف ورئاسته للجامعة وعمادته لكلية الطب، وبقي في منصبه حتى صدور نظام التقاعد في الجامعة السورية، ووافته المنية في دمشق للعام 1945.‏

النهضة السورية‏

من الأهمية بمكان العمل على إحياء الخالدين الذين أسهموا في التأسيس والنهوض بهذا الوطن، وتسليط الأضواء على كوكبة من المؤثرين في الحياة السورية والعربية، ومن هؤلاء القامة العلمية الكبيرة رضا سعيد الشخصية الإشكالية الخلاقة، كما يؤكد د. نبيل طعمة أن رضا سعيد علم من أعلام سورية الآبدة وتاريخ صنعه فكره، ليصنعه التاريخ ويخلده.‏

أسس لبلاده مسارات النجاح وغاص بانتماء لوطنه في كل شيء، هاله أن يصنع الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي أقدار أبناء وطنه فكان أن قدم نفسه للحرية المتطورة بعلمية حمل قلمها وبه ذهب يحطم القيود والأغلال، ويؤسس لها منابر علم تمحو الجهل المنتشر، وتفسح مساحات للتفكير العلمي، وتوجد سبلا لتخليص الوطن.‏

فهم احتياجات أبناء وطنه، فعمل على الجانب العقلي يهيء للبصيرة والبصر رؤية التطورات الحاصلة، فهو على الرغم من عمله تحت نيري الاحتلال والانتداب وتعلمه واستكمال معارفه بين استنبول وباريس وامتلك ثقافتي العثمانيين والفرنسيين استطاع أن يحول كل ماكسبه لمصلحة وطنه، مجسدا في ذلك مبدأ «اعرف عدوك وتعلم أساليبه وتعامل معه منطلقا من ذاته كي تصل إلى ماتريد».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية