عزمه على تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي مهما كلف الأمر في 31 تشرين الأول القادم، وذلك بالتزامن مع افتتاح مؤتمر حزب المحافظين في مدينة مانشستر الذي يعتبر فرصة ذهبية له للحصول على أقصى حد من دعم الناخبين المؤيدين لبريكست في الانتخابات النيابية التي ستجري بعد الخروح من الاتحاد.
وبينما زادت حدة الانقسامات بشأن «بريكست» وبلغت ذروتها، اعتبر جونسون أن الطريقة الفضلى لإنهاء تلك الانقسامات هي في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول، والسماح لهذا البلد بالمضي قدماً.
ولم يتراجع جونسون عن هذا الموقف على الرغم من رفض البرلمان لاستراتيجيته مرات عدة، وفتح حرب مع النواب معتبرا أنهم معارضون للشعب الذي يريد الدفاع عنه، ولم يتردد في الإدلاء بتصريحات استفزازية في أغلب الأحيان.
وأكد قسطنطين فريزر المحلل من مركز دراسات «تي اس لومبارد» لوكالة «فرانس برس» أنه من المقرر أن يعلن حزب المحافظين عن موقف حازم وموحد بشأن بريكست خلال المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام.
وحتى الآن ارتدّت سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جونسون عليه، فقد أعلن تعليق أعمال البرلمان، لكن القضاء خالفه الرأي وواصل النواب اجتماعاتهم، كما صوت النواب بشكل عاجل على قانون يلزمه الطلب من المفوضية الأوروبية إرجاء بريكست في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وهو ما يرفضه متهما إياهم بـالاستسلام.
وأقصى جونسون من حزب المحافظين 21 نائبا متمردا ليخسر بذلك أغلبيته في البرلمان، ثم دعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة، لكن النواب اعترضوا على ذلك وقالوا إنهم يفضلون تنظيم انتخابات بعد استبعاد الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.
وتعرض جونسون لانتقادات شديدة هذا الأسبوع لاستخدامه عبارات عدائية في مجلس العموم، مثل تخريب وخيانة واستسلام، واتهمه النواب خصوصاً بصب الزيت على النار وتغذية التهديدات التي يتعرضون لها.
من جهته، أكد كريس كورتيس مدير الأبحاث السياسية في معهد يوغوف أن ما يحاول أن يفعله جونسون هو الحصول على أقصى حد من الدعم من الناخبين المؤيدين للخروج.
ويبدو أن استراتيجية جونسون فعالة، فقد تقدم المحافظون بـ 11 و12 نقطةً أمام العمال، حزب المعارضة الرئيسي، بحسب استطلاعين هذا الأسبوع نشرهما مركزي يوغوف وأوبينيوم.
وفيما يشكل رمزا للمواجهة السياسية الجارية، يتوقع أن يتجاوز رئيس الوزراء الأربعاء جلسة المساءلة الأسبوعية التقليدية في مجلس العموم ليلقي بدلا من ذلك خطاب ختام الجلسات، وهذا سيشكل خطوة استفزازية للنواب الذين رفضوا منح المحافظين فرصة قصيرة ليتمكنوا من حضور مؤتمرهم العام بالكامل، كما يجري عادة.
وقال أوليفر باتيل من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» لفرانس برس: سيكون ذلك فرصة لتكريس بداية حملة انتخابية، ويرى أنه لا مناص من انتخابات في الأشهر المقبلة للخروج من المأزق.
وفيما تعهد جونسون أمس بصرف 13 مليار جنيه، من أجل بناء أو تجديد 40 مستشفى، يواجه من جهة أخرى، احتمال فتح تحقيق جزائي بحقه في قضية تضارب مصالح عندما كان رئيسا لبلدية لندن.