وذلك بإعلانهم عن تدمير ألوية عسكرية كاملة للعدوان السعودي وقتل وأسر المئات من عناصرها، في عملية نوعية ستكون لها ارتداداتها على مجمل الحرب الدائرة هناك.
لقد ظنّ التحالف السعودي الذي يشن عدوانه الآثم على الشعب اليمني منذ آذار عام 2015 أن (انتصاره) على إرادة اليمنيين محسوم ومحتوم، وأن (عواصفه) الهوجاء ستحصد نتائج كبيرة وستُترجم حضوراً مميزاً وقوياً على مستوى معادلات المنطقة، غير أنه فوجئ بإرادة وعزيمة يمنيتين لا تلينان، إذ اظهر أبناء اليمن مقدرة خارقة في التصدي للعدوان وتكبيده أفدح الخسائر، بحيث بات هذا النظام المعتدي يستجدي أي مساعدة لإخراجه من محنته المتفاقمة على الأرض اليمنية، فبالأمس القريب كان الهجوم الكبير على منشأة أرامكو النفطية حيث أفدح الخسائر الاقتصادية، واليوم عملية نجران التي يتكتم تحالف العدوان على نتائجه، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على بدء الحصاد المرّ للمعتدين.
لم يصدّق النظام السعودي الأساطير المرتبطة بأرض اليمن كمقبرة للغزاة والمحتلين، فأبى إلا أن يجرّب بنفسه ويختبر الحقيقة المرة، وها هي الأيام تؤكد له مجدداً أن أرض اليمن عصية ضد الغزاة والمعتدين، وعليه أن يأخذ العبرة قبل أن يتحول عدوانه الظالم على شعب اليمن الطيب مع مرور الأيام لعنة تلاحق مستقبل عرش حكامه الحمقى وتسقطهم في سيئات أعمالهم.
ولم يصغِ هذا النظام الأرعن لأصوات من حذروه بشأن التعاطي بواقعية وعقلانية مع أحداث اليمن بعيداً عن الأجندة الأميركية، أو نصحوه بالتدخل في هذا البلد الشقيق بعقلية الأخ الذي يريد المساعدة لا العدو الذي يملك أجندة للهيمنة والاحتلال، فكانت النتيجة وبالاً عليه حيث لم يكد يلملم خسائره الاقتصادية في أرامكو حتى أصابته نكسة نجران العسكرية، وليس واضحاً ما إذا كان ترامب أو جونسون أو نتنياهو سيهبّون لإنقاذه كونهم مأزومين ويبحثون عن خلاصهم الفردي ليس إلاّ..!