بالتوازي مع محاولاته إثارة تعاطف الأميركيين إزاء التحقيق المفتوح ضده، وتخويفهم من «خطر غير مسبوق» تتعرض له بلادهم عله ينقذ نفسه من إجراءات العزل الجارية في دوائر القرار الأميركي.
ترامب وخلال تحذير أعلنه عبر فيديو نشر على «تويتر» في إطار هجماته شبه اليومية ضد الديمقراطيين، قال مخاطبا مؤيديه: الديمقراطيون يريدون أخذ أسلحتكم، وأخذ تغطيتكم الصحية، وأصواتكم، وحريتكم، وأضاف: لن ندع ذلك يحدث أبدا، لأن «مصير» بلدنا على المحك بشكل لم يسبق له مثيل، الأمر بمنتهى البساطة، هم يحاولون إيقافي لأنني أكافح من أجلكم، ولن أدع ذلك يحدث أبدا.
صحيفة واشنطن بوست ذكرت في هذا الصدد أيضا أن إدارة ترامب كثّفت في الآونة الأخيرة تحقيقها في قضية بريد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الإلكتروني، مشيرة إلى أن محققين من وزارة الخارجية تواصلوا مع نحو 130 مسؤولا خلال الأسابيع الأخيرة بشأن رسائل بعثوها عبر البريد الإلكتروني قبل سنوات، وكانت مصنفة على أنها سرية بأثر رجعي، وأرسلت جميعها أو تم تحويلها في نهاية المطاف إلى بريد كلينتون الإلكتروني الخاص وغير الآمن.
وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين أن محققي وزارة الخارجية بدؤوا اتصالاتهم بالموظفين قبل نحو عام ونصف، لكن الأمر ترك لاحقا قبل أن يعاد إحياء الملف في آب، لكن يبدو أن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الرسائل التي بعثوها لكلينتون في التحقيق لا يواجهون خطر ملاحقتهم قانونيا.
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي اعتبرت من جانبها أن تغيرا جذريا طرأ على الرأي العام إزاء إمكانية عزل ترامب، حيث بدأت كفة الميزان ترجح مؤخرا لمصلحة دعاة تنحيته.
هذه التصريحات على لسان بيلوسي أثناء فعالية نظمها موقع « تكساس تربيون»، على خلفية الفضيحة السياسية المتعلقة بالمكالمة الهاتفية بين ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وقالت بيلوسي: النزعة في الرأي العام تغيرت جذريا، وقد تتغير الآن، لكن في الوقت الحالي، بعد نشر شكوى التبليغ وتقرير المفتش العام «للاستخبارات الأميركية مايكل أتكينسون» وموقف الإدارة المتهاون إزاء ذلك، صار يتوصل الشعب الأميركي إلى قرارات مختلفة.
وأضافت: لا نستطيع التقاعس عن الالتزام بيميننا بشأن الدفاع عن دستور الولايات المتحدة أمام جميع الأعداء الخارجيين والمحليين، كما أعربت رئيسة مجلس النواب عن حزنها الشديد إزاء الفضيحة الأخيرة واصفة ما حصل بأنه محاولة «للتستر على التستر».
بيلوسي قالت إن «الحقائق» هي ما دفعها إلى الانتقال من موقفها المعارض أصلا لخيار عزل الرئيس إلى قيادة هذه الجهود، مضيفة أن ترامب تجاوز على ما يبدو بشكل ملحوظ صلاحياته الدستورية وأن تحقيق العزل سيستمر ما لم يتقص مجلس النواب جميع الحقائق.
بدورهم حث أكثر من 300 من مسؤولي الأمن القومي الأميركي السابقين الكونغرس على مساءلة ترامب، على خلفية ما ورد في مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
واعتبر المسؤولون في رسالة مفتوحة نشروها الجمعة، أن تصريحات الرئيس خلال تلك المحادثة «مثيرة للقلق العميق» إزاء ما يتعلق بضمان الأمن القومي، و يبدو أن الرئيس ترامب قد استغل السلطة وموارد أعلى منصب في البلاد للدعوة لتدخل أجنبي إضافي في عملياتنا الديمقراطية، ما يعني إساءته استخدام السلطة بشكل لا معقول. كما أنه يمثل محاولة لإخضاع المصالح الوطنية لأميركا وأقرب حلفائنا وشركائنا لمصلحة الرئيس السياسية الشخصية.
وأشادت المجموعة المؤلفة من أنصار الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بجهود الكونغرس في متابعة التحقيق في مقاضاة الرئيس في ضوء مساعي البيت الأبيض للتستر على تفاصيل المحادثة.
إلى ذلك أفادت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني، وقع تحت غضب ترامب متأثرا بفضيحة مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصادر مطلعة أن ترامب يلقي باللوم على مولفاني في نشر البيت الأبيض النص الكامل لتلك المكالمة الهاتفية لأنه أبدى قناعته بضرورة ذلك.
كما قالت المصادر إن ترامب وموظفين في البيت الأبيض يشعرون بخيبة أمل إزاء مولفاني بسبب عجزه عن طرح استراتيجية لتفسير تصريحات ترامب في ذلك الاتصال والدفاع عنها عند نشر نص المكالمة.
وقال أحد المصادر إنه ليس ترامب وحده بل وغيره من موظفي البيت الأبيض يشعرون بخيبة الأمل إزاء غياب أي خطة للتعامل مع الفضيحة ويحملون مولفاني المسؤولية عن ذلك.
وفي هذه الظروف، عقد ترامب سلسلة لقاءات مع كبار مستشاريه في البيت الأبيض الجمعة الماضي لوضع استراتيجية لاحتواء الأزمة، ورجحت مصادر الشبكة أن ترامب سيمتنع عن إقالة مولفاني، وهو شخص ثالث يتولى منصب كبير الموظفين في البيت الأبيض منذ عامين، في الوقت الحالي لعدم تفاقم الاضطرابات التي تمر بها الإدارة.