وبينت أحلام الترك في محاضرتها التي تحدثت فيها عن محطات من المسيرة الحافلة للفنانة التي تميزت بلون خاص من الغناء البدوي حتى أن ألقابا كثيرة أطلقت لتميزها بهذا اللون» شادية البادية، البدوية السمراء» وقد رددت في غير مكان مقولتها» اندمجت بشخصيتي الفنية البدوية كل الاندماج لدرجة أنني أحس أنني أرتكب التزوير ضد نفسي إذا ظهرت على المسرح وأنا أرتدي ثوبا عصريا وليس ثوبا عربيا».
وقد حرصت سميرة توفيق على محاكاة البيئة البدوية في الكلمة واللحن، وتعاون معها العديد من الملحنين من سورية والأردن ولبنان والخليج العربي، أخلصت لغنائها ولهذا اللون الذي تفردت به وبرعت وحققت نجاحات كثيرة وجماهيرية واسعة.
وأضافت الترك: من الأهمية بمكان توثيق التراث اللامادي من أنواع الغناء ومايرافقه من آلات موسيقية من مثل المزمار والطبل والمجوز، هذا إلى جانب الأزياء التراثية التي كانت تحرص الفنانة على التمسك بها لأنها تشكل جزءا من التراث.
وتميز المعرض الذي رافق الأمسية الغنائية بصور نادرة وأرشيف غني عن الفنانة سميرة توفيق، استطاع محمد المصري الباحث الفني أن يجمعها على مدى ستين عاما لتشكل في مجملها مسيرة كاملة للفنانة منذ انطلاقتها حتى الآن، وقال في حديثه أنه يسعى إلى توثيق أعمال الفنانين الكبار وهو يحضر الآن لمعرض كبير للفنانين دريد لحام ونهاد قلعي تكريما لمسيرتهما الهامة والغنية.
ويرى الفنان والباحث الموسيقي وضاح رجب باشا أن سميرة توفيق قامة كبيرة على صعيد السينما والغناء، وهي المطربة العربية الوحيدة التي أخذت مسارا خاصا في الغناء البدوي، ولأغانيها نكهة خاصة وتتميز بجملها البسيطة، والألحان التي تداعب ذوق الجمهور، وتكريمها وهي على قيد الحياة يؤكد أننا نسير باتجاه الاحتفاء بعمالقة الفن والأدب والفكر، وهي لفتة كريمة من وزارة الثقافة ومديرية التراث.
ومن جهته يرى المايسترو هادي بقدونس أنه من المعيب أن تتناول وسائل التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى نبأ وفاة فنان دون مراعاة موثوقية الخبر، والتكريم جاء ربما على هامش الإشاعات التي ترددت في الفترة الأخيرة عن وفاتها، والفنانة المكرمة هي هرم من أهرام الغناء العربي البدوي الأصيل وقد أبدعت وأجادت في هذا اللون الغنائي.
تضمنت الأمسية الغنائية ثمانية من الأغاني أدتها المغنية صبا الجمال رافقها عدد من العازفين، وكان الحضور لافتا، ما يشي بتعطش للأغاني التراثية الغنية باللحن والكلمة والأداء.