فن وحرب
شــباب الأربعاء 3-8-2016 لينا ديوب كانت شريحة الشباب من طلائع مَنْ شكلت الحرب مادة دسمة للمعالجة في أعمالهم الفنية والعلمية، خصوصا أنهم عاشوا آثارها منذ اللحظة الأولى. وأنها لم تكن حربا عادية بل ضمت أشكالا وأنواعا من العنف لم نسمع بها إلا من التاريخ البعيد.
لم ينكفئ الشباب كما قلنا، بل على العكس، انطلقوا بمبادرات متنوعة وعديدة، منها المبادرات والأعمال الفنية، هدفها الوقوف بوجه العنف ومحاربة التطرف الديني من خلال الشعر أو من خلال إلقائه في وضعيات رمزية أو مباشرة أحيانا، أو لوحات تمثيلية، وأفلام قصيرة، ومقطوعات موسيقية، وهم يقولون أن ما يقدمونه جاء كرد فعل على ما يحدث، محاولة للتعبير عن موقفهم مما يجري، ورفضهم لكل هذا العنف، رغم معرفتهم بوجود العنف ومسبباته في مجتمعهم، لكن ماجرى ويجري خلال السنوات الخمس الأخيرة هو الأعنف.
ومع ذلك لم يروا أن ذلك يتناقض مع الإنساني الذي على الفن والأدب أن يتناوله، لكن ما نلاحظه وجود تساؤل تحمله أعمال الشباب حول ما إن كانت الإنسانية على النموذج الغربي، أم يجب أن تفهم بمعناها الجغرافي والتأريخي. الأدب الذي يقوم على الإنسانية يجب أن يختلف لا أن يقدم إنسانية الفرنسي أو الألماني بشكل ثقافي سوري، فالموت أو القتل هو مفرز إنساني خاص بثقافتنا. وعليه يجب ألا نتنكر لها، وإنما علينا فهمها وتحويلها إلى صفات أدبية ، وهكذا فإن الاهتمام بالأعمال الفنية وبالأدب الخاص بالشباب، يجب أن يركز على هذه الجوانب، ليحقق فعلا مواجهة مع نفسه، طارحا الأسئلة عن جدوى حضوره وشكله ومواضيعه.
|