وأن ما تقوم به من أعمال تدميرية في غزة دليل قاطع على ذلك، يستحق العقاب والمحاكمة.
ولكن شافيز العرب كما أطلق عليه منذ عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006، لما اشتهر به من تأييد للمقاومة اللبنانية أكثر من بعض العرب الذين تجاهلوها أو وقفوا ضدها، لم يكتف اليوم بالإدانة والاستنكار، بل قام بخطوة جريئة عندما أعلن عن طرد السفير الإسرائيلي من بلاده، شريطة ألا يعود ما لم تحسن إسرائيل سلوكها ومواقفها تجاه العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وتعترف بحقوقهم المشروعة، في الوقت الذي كان بعض العرب الذين تربطهم علاقات بإسرائيل، مرتبكين ومحتارين فيما يفعلون.
وتوج الرئيس شافيز موقفه هذا بمواقف داعمة ومؤيدة للمقاومة، من خلال الندوات واللقاءات الجماهيرية التي عقدها، والتبرعات السخية إلى أهالي غزة ومساندتهم في محنتهم، في الوقت الذي كان بعض العرب صامتين عن الجريمة الإسرائيلية، أو مؤيدين لها خفية، ويلومون المقاومة الفلسطينية في غزة، ويحملونها مسؤولية ما يجري على أيدي مجرمي الحرب الإسرائيليين.
أما السيد رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية، فقد بذل جهوداً لوقف الحرب الوحشية على غزة وأعلن بعدها أن ما تقوم به إسرائيل يمثل جريمة إنسانية يجب أن تحاسب عليها، وحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية تنفيذ القرارات بحق هذا الكيان المارق، وحذر من أن تركيا سوف لن تعير أي اهتمام لقرارات الأمم المتحدة، على مبدأ التعامل بالمثل وعدم الكيل بمكالين.
قال هذا بينما كان بعض المسؤولين العرب يستجدون الأمم المتحدة لإصدار قرار لا طعم له ولا لون، ولا صدى لدى الكيان الصهيوني الذي أعلن رئيس حكومته أن القرار لا يعنيهم بشيء.
وهاهو السيد أردوغان يعيد موقفه الجريء والصريح من جريمة الكيان الصهيوني بحق أهل غزة ومقاومتها، ويفضح جرائم إسرائيل ضد المدنيين في غزة، مخالفة كل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، حيث تحدث بجرأة في منتدى (دافوس) الاقتصادي، وهو يرد على مزاعم شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني، وأكاذيبه لتبرير العدوان الوحشي على غزة.
فكانت المواجهة صريحة والرد حاسماً وقاسياً، عندما أعلن السيد أردوغان عن بشاعة المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بالجملة، وتدمير المؤسسات والبيوت فوق ساكنيها، من دون رادع أخلاقي، حتى أحزنت تلك الجرائم كل من شاهدها وأبكت الكثيرين في العالم.
قال السيد أردوغان كلمة الحق هذه وانسحب من المنتدى الذي يحضره /بيريز/ رئيس دولة يحكمها مجرمو حرب، بينما بقي بعض المسؤولين العرب الحاضرين، صامتين، جالسين في مقاعدهم، لم تحرك كلمة أردوغان مشاعرهم أو أي إحساس بالذنب لوجودهم أو صمتهم عن افتراء /بيريز/ وأكاذبيه.