يتوجه ناخبو الكيان الاسرائيلي في العاشر من الشهر الجاري إلى صناديق الاقتراع مشبعين بحملات التطرف الانتخابية، ومشحونين بأحقادهم التوراتية لاختيار ممثليهم في الكنيست، ممهدين الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة أكثر تطرفا وميلا للارهاب. وقد بات معروفا للجميع أن موسم الانتخابات في اسرائيل عبارة عن بازار للتطرف والعنصرية ، يتنافس خلاله مرشحو ما يسمى أحزاب اليمين والوسط واليسار داخل ما يقرب من 33 حزبا على اظهار مدى كراهيتهم وحقدهم الدفين ضد العرب، بغية كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات الانتخابية.
وها هي استطلاعات الرأي تشير بوضوح إلى تقدم نسبي لزعيم الليكود المتطرف بنيامين نتنياهو والأحزاب المتحالفة معه أمام ما يعرف باليسار والوسط بزعامة باراك وليفني بالرغم من شراكة هذين الارهابيين جنبا إلى جنب في محرقة غزة، واستنادا للمزاج الاسرائيلي السائد هذه الأيام فإن نتنياهو هو الأقرب للفوز، لأن ما ارتكبه الثنائي باراك وليفني من جرائم لم يكن كافيا لإعطائه الأسبقية في الاستطلاعات، وهو كما يبدو أقل بكثير من طموحات المجتمع الاسرائيلي المتعطش دائما للدماء العربية.
وبغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات ـ لأن جميع المرشحين من صنف واحد ـ فإن هناك أكثر من حقيقة يجب أن نضيء عليها كيلا تغيب عن الأذهان، فعصابات الأرغون وشتيرن والهاغانا التي تشكل منها جيش الاحتلال لا يمكن أن تنجب سوى القتلة ومصاصي الدماء، ثم إن المجتمع الاسرائيلي المفطور على العدوان والعنصرية، لا يمكن أن يتغير أو يبدل سلوكه وقناعاته ما لم يجبر على ذلك، ولاسبيل إلى ذلك سوى التمسك بأسباب القوة والحرص على تقوية وترسيخ إرادة الصمود والمقاومة طريقا وحيدا لاستعادة الأرض والحقوق المغتصبة..