وقال الرئيس القرغيزي كرمان باكييف بعد محادثات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو ستغلق قرغيزستان القاعدة العسكرية الاميركية في ماناس بعد ان رفضت واشنطن التفاوض على تعويض افضل.
من جهته اعلن ميدفيديف ان بلاده وقرغيزستان ستواصلان التعاون مع الولايات المتحدة بشأن افغانستان على ان يتم مناقشة شكل التعاون لاحقاً.
وتأتي الخطة القرغيزية بعد تلقيها وعدا من روسيا بالحصول على قروض ومعونات تزيد قيمتها على ملياري دولار.
كما ان روسيا تشعر بالانزعاج من وجود امريكيين في منطقة تعتبرها جزءاً من مجالها الاستراتيجي لمصالحها.
ويذكر ان روسيا تدير قاعدة عسكرية خاصة بها في قرغيزستان.
وأقيمت قاعدة ماناس الجوية الاميركية التي تبعد 30 كيلو مترا فقط من العاصمة بشكيك عام 2001 لخدمة المعطيات الاميركية في أفغانستان.
وأعربت روسيا حينذاك عن موافقتها على إقامة القاعدة،إلا ان علاقتها الامنية مع واشنطن شهدت توتراً شديداً بعد ذلك بسبب خطط واشنطن لنشر نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية ومساندتها لجورجيا إبان الحرب القصيرة مع روسيا في آب الماضي.
وينتشر بقاعدة ماناس اكثر من ألف عسكري اميركي ويتم استئجارها من قيرغيزستان مقابل 18 مليون دولار تقريباً سنوياً.
يذكر ان بشكيك أمهلت الولايات المتحدة 180 يوماً لاخلاء قواتها فور تلقيها اخطاراً رسمياً بانهاء تعاقدها لشغل القاعدة الجوية.
وكان المتحدث باسم الحكومة القرغيزية سلطان جازييف قد قال ان حكومته ارسلت إلى البرلمان مسودة مرسوم بانهاء الاتفاق بشأن القاعدة الجوية الاميركية.
وأضاف جازييف ان الامر الآن يرجع إلى البرلمان بشأن توقيت اجراء مناقشات بخصوص هذا الامر.
وفي المقابل قالت السفارة الاميركية في بشكيك في بيان لها ان المحادثات مستمرة بشأن قاعدة ماناس الجوية.
وأضافت « في هذه المرحلة لم نتلق اي بلاغ رسمي بقرار قرغيزستان إغلاق القاعدة».
بدوره قال متحدث باسم القاعدة العسكرية في بشكيك ان القيادة لم تتلق اخطاراً رسمياً من وزارة الخارجية الاميركية بأي تغيير في وضع القاعدة الجوية.
من جهة اخرى ذكرت صحيفة غارديان ان القرار القرغيزي سيعرض محاولات توسيع امداد قوات الولايات المتحدة والقوات الاجنبية بأفغانستان لانتكاسة كبيرة.
وأضافت ان الخطوة جاءت في وقت يستعد فيه حلف شمال الاطلسي ( ناتو ) لتوسيع طرق الامداد إلى شمال افغانستان عبر دول آسيا الوسطى، عقب سلسلة من الهجمات المدمرة على قوافل الشاحنات من باكستان.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم ان موسكو ترغب في استخدام قاعدة قرغيزستان ورقة مساومة في الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بشأن ملف الدرع الصاروخية وعضوية كل من اوكرانيا وجورجيا في حلف الناتو. وكانت روسيا قد عبرت عن استعدادها للعمل مع ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما في الشأن الافغاني ورحبت بقرار أوباما مراجعة سياسة واشنطن في أفغانستان.
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اثناء زيارته الاخيرة لاوزبكستان ان بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن افغانستان والارهاب، وأوضح في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع رئيس اوزبكستان إسلام كريموف « دعونا نأمل ان تكون الادارة الاميركية الجديدة اكثر نجاحاً في التسوية الافغانية من سابقتها».
وتابع الرئيس الروسي « نحن مستعدون لتعاون كامل ومتساو بشأن الامن في أفغانستان وبشأن اكثر القضايا تعقيداً». ويعد التعاون بشأن افغانستان المشروع الاكثر نجاحا الذي يجمع حلف الاطلسي وروسيا اللذين جمدت علاقاتهما بعد الحرب القصيرة التي تشنها موسكو في جورجيا في آب الماضي. وقبل الحرب وافقت روسيا على السماح بنقل الامدادات غير العسكرية لحلف الاطلسي إلى أفغانستان عبر الاراضي الروسية لتفادي باكستان حيث تواجه قوافل الامداد مخاطر أمنية كبيرة.
ويذكر ان العلاقات الاميركية ـ القرغيزية كانت قد تأزمت منذ عام 2006 حيث اردت قرغيزستان اثنين من الدبلوماسيين الاميركيين وسط تنديد السفارة الاميركية في العاصمة القرغيزية بشكيك بهذا الاجراء.
وقالت وزارة الخارجية القرغيزية ان القرار اتخذ بسبب إقامة الدبلوماسيين « اتصالات غير ملائمة» مع المجتمع المدني في البلاد.
السفارة الاميريكية اوضحت في بيان لها ان دبلوماسييها اتهما « بإقامة اتصالات غير ملائمة مع قادة منظمات غير حكومية». وتوترت العلاقات بين واشنطن وبشكيك خلال الاشهر الاخيرة من عام 2006 حول مسألة ابقاء القاعدة العسكرية الاميركية الواقعة قرب عاصمة البلاد فيما لاتزال المفاوضات الجارية حول زيادة بدل الايجار الذي تدفعه واشنطن متعثرة منذ سنة. ويخطط الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما لتعزيز عدد القوات الامريكية في افغانستان ليحاول محاربة التمرد المتصاعد.
وللولايات المتحدة حالياً 32 ألف جندي في افغانستان وقال مسؤولون امريكيون ان القوات الاضافية التي سترسل قد يصل قوامها إلى 30 ألف جندي خلال فترة تتراوح بين 12 و 18 شهراً.