|
رحيـل المنشــد حمــزة شــكور دمشق ثم يوارى الثرى في مقبرة القابون, وتقبل التعازي اعتبارا من مساء اليوم ولمدة ثلاثة ايام في صالة الامراء بالقابون. ولد حمزة شكور في حي القابون بدمشق عام 1944 وتتلمذ على يد والده المؤذن ووالدته التي كانت تردد على مسامعه الموشحات القديمة وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره حيث تعلم الاذان وهو في السادسة ليأخذ مكان والده في جامع الحي وهو في العاشرة من عمره كما تلقى علوم التجويد واللغة العربية وفنون الشعر وطريقة الارتجال على يد عدد من الشيوخ ما اسس لديه معرفة ثرية بفنون الانشاد ومدارسه والغناء الاصيل والتلحين. كانت باكورة نشاطاته انشاء فرقة مدرسية للاناشيد الوطنية والمدائح النبوية مع مجموعة من الطلاب وسجل في عام 1958 ابان الوحدة بين سورية ومصر نشيدا وطنيا بعنوان تجلت قوة الاحرار فينا وهو من كلمات والحان عبد الهادي وفهمي البكار . وفي عام 1960 بدأ شكور بتسجيل الابتهالات الدينية والمدائح في الاذاعة والتلفزيون والتي كانت تبث خلال شهر رمضان المبارك. وفي عام 1971 عين مطربا لفرقة أمية التابعة لوزارة الثقافة سافر معها الى المانيا وبلغاريا وهنغاريا وتركيا وهو أول من قدم البرامج الدينية للتلفزيون العربي السوري بدءا من العام 1972 . أسس الراحل رابطة المنشدين مع سليمان داوود وتوفيق المنجد عام 1973 وترأس الرابطة عام 2002 عقب وفاة رئيسها السابق داوود كما كون فرقة الكندي عام 1983 والتي نسب اسمها الى الفيلسوف والرياضي والفلكي محمد بن يعقوب الكندي وهو الاب المؤسس للنظرية الموسيقية العربية والذي استعان بمعرفته الرياضية والتراث اليوناني لوضع أول سلم موسيقي وفي عام 2001 بدأ التعاون مع الاب الياس زحلاوي بعدة حفلات تأكيدا على الوحدة والاخاء الوطني في سورية وقدم شكور عددا من عروضه في المساجد والكنائس ودار الاوبرا والمسرح وأنشد باستمرار في جميع المناسبات الدينية والوطنية وعمل من خلال الرابطة التابعة للجامع الاموي لنشر تقاليد الانشاد الصوفي عبر اقامة الحفلات التي تضم الفرق المختلفة سواء للانشاد أو للرقص المولوي. كما شارك الراحل دمشق احتفالها عاصمة للثقافة العربية 2008 من خلال حفل للموسيقا الصوفية أحيته في الاول من تموز الماضي على مسرح دار الاوبرا بدمشق رابطة المنشدين في دمشق. أقام الكثير من الحفلات في الدول الغربية حيث لقيت اهتماما كبيرا من هواة الموسيقا وجاب العالم من الهند شرقا وحتى الولايات المتحدة غربا ليقدم صورة مختلفة عن الحضارة العربية والاسلامية بصوت عذب ولوحة مولوية مدهشة. وقامت رابطة المنشدين السوريين بقيادة شكور العام الماضي بجولة عالمية استمرت حوالى شهر قدمت خلالها عروضا تراثية صوفية في كندا وأميركا الشمالية واسبانيا والمغرب. وحظيت عروض الرابطة باعجاب الحضور في فانكوفر وتورنتو ومونتريال ولوس انجلوس وفلوريدا ونيويورك وغيرها من المدن التي زارتها. وهدفت الجولة الى ايصال رسالة المودة والسلام عن طريق ملامسة قلوب الجمهور الاوروبي والاميركي وقال شكور لوكالة سانا آنذاك ان الانشاد يمزج بين اللغة العربية الموسيقا ولغة العيون والروح والحس والتعبير وأخيرا الصمت بشكل متواز ليسمو بالمستمع من خلالها في رحاب الروح. وأضاف ان هذه اللغات الوجدانية السامية انما تشكل جوهر فن الانشاد الديني العريق الذي ينبع من مسجد بني أمية بدمشق والذي تعود بداياته الى العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي قبل 350 عاما ثم أعاد احياء هذا الفن سعيد فرحات في بدايات القرن العشرين حيث لحن الاناشيد الدينية لتوفيق المنجد وسليمان داود وحمزة شكور. كان المنشد الراحل سفيرا ثقافيا وروحيا قدم وجه سورية الحضاري من خلال ترؤسه لرابطة المنشدين التي طاف بها العالم.. فقال كل ما يجب أن يقال من خلال الانشاد الديني الصوفي الذي يحمل اختصارا للحب والخير والفضيلة بكل معانيها.
|