في وقت اعلنت فيه المحكمة الجنائية الدولية امكانية بدء التحقيق حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة .
وشارك عشرة أطباء سوريين لمدة ثمانية أيام بعمليات الإسعاف في غزة , وعادوا إلى دمشق بعد ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار. كما غادر 12 طبيبا سوريا في مهمة جديدة إلى غزة الأحد الماضي.
وقال طبيب الجراحة العامة حسن عرسان إن بعض الشظايا الصغيرة جدا تتطاير أثناء القصف, وتسبب ثقوبا بالجسم تدخل منها لإحداث تمزيق للطحال والأمعاء.
وروى عرسان للجزيرة نت حالة امرأة أسعفت إلى مستشفى الشفاء وقد تقطعت بطنها جراء الشظايا, فيما رقد طفلاها إلى جوارها, أصيب أحدهما إصابة بالغة بالرأس وشل الطرفان السفليان, وأصيب الآخر بتلك الشظايا ما أدى إلى استئصال طحاله.
وأشار إلى أن الفوسفور الأبيض لم تسلم منه منطقة بقطاع غزة, لافتا إلى أن خطورة ذلك السلاح المحرم دوليا تكمن في شراهته للأوكسجين وتسببه بحالات حروق عميقة تتواصل باستمرار لتأكل الأنسجة والخلايا الحية.
وقام الطبيب عرسان بتصوير عدد كبير من الحالات التي تؤكد استخدام جنود الاحتلال الأسلحة المحرمة دوليا. وأكد استعداده للإدلاء بالتفاصيل التي رآها أمام أي محكمة, معتبرا أن تلك المهمة تشكل انتصارا لكرامة الإنسان بالدرجة الأولى.
بدوره رد أخصائي الجراحة العظمية الدكتور علي أحمد كنعان على ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بأن الفوسفور الأبيض مسموح به في المعارك ضد العسكريين. وأشار إلى أن بعض الإصابات التي تعامل معها في مستشفيي الشفاء بغزة والناصر في خان يونس كانت لعائلات بأكملها حرقت بقذائف الفوسفور.
وقدم كنعان صورا لحالات احتراق امرأة وطفلها بالكامل بحيث بدت الجثة متفحمة وأكد أن الإصابات شبه المباشرة تؤدي للموت أيضا. ولاحظ كنعان كذلك وجود أربع جثث في مستشفى الشفاء كانت عبارة عن هياكل عظمية عليها قشرة رقيقة سوداء من الجلد, مبديا استغرابه من أن ألبستهم وأحذيتهم لم تصب بأي أذى.
وأشار إلى حالة أحد المرضى نقل للمستشفى مصابا بعدد من الثقوب في جسده تبين أنها أصابت الرئة ما أدى لاستئصال الفص الأيمن منها فورا. وتابع أن حالته تؤكد وجود سلاح غريب ومحرم دوليا جرى تجريبه على المدنيين.
وخلص بقوله “إننا أمام سلاح غير معروف يجب الضغط على إسرائيل لكشفه”. ورجح كنعان أن يكون المصاب قد استنشق أو ابتلع أشياء غير معروفة حتى الآن ما أدى إلى نزيف لم يتوقف.
كما كشف عن تحرك قام به الوفد الطبي السوري عبر المشاركة بتشكيل رابطة الأطباء لنصرة غزة عالميا، مشيرا إلى أنه أمضى وقتا طويلا بالتصوير وتسجيل الملاحظات لقناعته بأهميتها في ملاحقة الإسرائيليين.
من جهة ثانية أعلن المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية احتمال التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، وقال لويس مورينو أوكامبو في تصريح له من مقر المحكمة في لاهاي إن احتمال فتح التحقيق حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية أصبح ممكنا بعد زيارة لوزير العدل في السلطة الفلسطينية علي خشان الشهر الماضي، وقع خلالها إعلانا يمنح المحكمة الجنائية الدولية الحق في “تحديد وإقامة الدعاوى ومقاضاة المسؤولين عن الاعتداءات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ 1 تموز 2002”.
وأشار اوكامبوإلى أن البدء في التحقيق يتطلب أولا التأكد مما إذا كان اعتراف السلطة الفلسطينية بهذه المحكمة يعطيها الحق القانوني للمطالبة بالاحتكام إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في ادعاءات بارتكاب جرائم حرب ضد مواطنيها.