وأضاف بشارة في مقابلة مع قناة الجزيرة الليلة الماضية ان حديث الدول المعتدلة عن تدعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان وقطاع غزة وان دولا خارجية تصطنع قضية من خلالها هو كلام اسرائيلي مكرر حتى لدول الاعتدال العربي.
وأكد بشارة ان وجود تشتت في بعض الدول العربية واصطناع مصالح وطنية محلية وتصويرها على أنها متناقضة مع المصالح القومية هو اصطناع لتبرير نظام الحكم القائم والذي يخلق طبقة من المثقفين مرتبطة بهذه الصناعة لعصبيات محلية لاتمثل مصالح الوطن وإنما تمثل مصالح الفئة الحاكمة. وقال بشارة ان بعض الدول العربية تأخذ موقفاً من دعم بعض الدول للمقاومة لأنها تعتبر ان المس باسرائيل مساس بها متسائلاً لماذا لاتتبنى هذه الدول المقاومة بدلاً من غيرها؟
وأشار الى أن الدول العربية المعتدلة كانت تتبنى المقاومة أما الآن فتهاجمها ومن يدعمها ليس كخلاف في الرأي وإنما كخصم لها أي أنها تعتبر أن من يخاصم اسرائيل خصمها وكأن اسرائيل ضمت الى معسكر الاعتدال العربي أو تقوده.
وحذر بشارة من تسييس عملية اعادة الإعمار والإغاثة في قطاع غزة وربطهما بشروط اسرائيلية سياسية وقال إن عودة الاحتلال الاسرائيلي الى الوسائل السياسية للضغط على المقاومة يؤكد فشله باستخدام القوة ضد الفلسطينيين.
ووصف وسائل الاحتلال بالضغط على المقاومة بانها احط وأقذر وسائل استخدمت في التاريخ والمتمثلة برفض ايصال الدواء للجرحى الفلسطينيين الا بعد الموافقة على شروطه وتسييس الاغاثة والاعانة وتسييس اعادة الاعمار وكل هذا يتم بالتعاون مع اطراف عربية.
وأضاف بشارة أن هناك تهويلاً من قبل بعض الاوساط العربية لتمرير حالة الردع العسكرية التي رغبت اسرائيل في تحقيقها في القطاع وفشلت في ذلك مضيفاً أن الطرف الفلسطيني يقول انه يريد رفع الحصار وفتح المعابر وهو غير مهزم بالحرب ليقبل بالشروط الاسرائيلية وهذا استمرار للحرب بأدوات أخرى.
وأكد بشارة ان اسرائيل تعيش حالة مأزق من ناحية تحقيق اي شيء من اهدافها بما في ذلك مسألة الردع وهناك مزايدات مستمرة بسبب الانتخابات الاسرائيلية تغطي على ذلك كما ان هناك أطرافاً عربية ودولية تساهم في تغطية هذا المأزق وتحاول خلق عدو بديل من اسرائيل التي تمثل حالياً العدو رقم واحد أمام العرب.
وأوضح بشارة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحاول بشتى الوسائل والتهديدات الضغط على المقاومة الوطنية الفلسطينية للتوصل الى اتفاق تهدئة لاستخدامه في انقاذ مجرمي الحرب الاسرائيليين في اللعبة الانتخابية الداخلية الاسرائيلية.
وقال: ان أهم نتائج انتصار المقاومة في غزة انها أثبتت ان الانسحاب الاسرائيلي الحالي ليس من طرف واحد وان اسرائيل لم تستطع احتلال غزة وانما مرغمة على الانسحاب من القطاع.
ودعا بشارة الى الزام اسرائيل بهدنة مدتها عام ونصف العام وفتح كل المعابر ورفع الحصار بشكل كامل مؤكداً ان المقاومة الوطنية حق فلسطيني مشروع لأنه من غير المقبول احكام الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة دون تفعيل اعمال المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة.