تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


600 إلى 650 ألف طن ... التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون لعام 2005 .. والانخفاض يعود لظاهرة المعاومة في الساحل

اقتصاد
الاحد 23/10/2005م
وفاء فرج

تعد شجرة الزيتون مورداً طبيعياً متجدداً وخياراً زراعياً واستراتيجياً لجزء كبير من الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة بحيث تضمن لهذه المناطق شكلاً مستداماً لاستخدام الأرض,

كما توفر هذه الزراعة مادة غذائية أساسية من السلة الغذائية في سورية ولها قدرة تصديرية ثابتة, إضافة إلى دورها في تشغيل العمالة وتقديم المدخلات للصناعة والمساهمة في التصدير وتوفير القطع الأجنبي.‏

وتشير مصادر وزارة الزراعة أنه يتواجد في العالم حوالى /850/ مليون شجرة زيتون و 98% من هذه الأشجار في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وقد حقق الإنتاج العالمي من زيت الزيتون تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية ووصولها حداً قياسياً للموسم 2002 - 2003 حيث بلغ /3169000/ طن من زيت الزيتون ثم تراجع قليلاً في الموسم 2004-2005 إلى /2.830.500 طن من الزيت.‏

وشكل إنتاج المجموعة الأوروبية للموسم 2004-2005 حوالى 2226500 طن أي ما يعادل 79% من الإنتاج العالمي تلتها سورية بإنتاج قدره /175/ ألف طن أي ما يعادل 6% من الإنتاج العالمي وبذلك احتلت سورية المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الزيت خلف إسبانيا, إيطاليا, اليونان وذلك بسبب انخفاض إنتاج تونس وتركيا للموسم الماضي بسبب المعاومة والجفاف.‏

أما من حيث الصادرات العالمية فقد بلغ مجموعها لنفس الموسم بحدود 580.500 طن واحتلت دول المجموعة الأوروبية المرتبة الأولى بكمية قدرها 349 ألف طن أي 61% من الصادرات العالمية تليها تونس ب 14% /82/ ألف طن وتركيا 13% 78 ألف طن و سورية ب 6% 35 ألف طن.‏

وتوضح مصادر الوزارة الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لزراعة الزيتون في سورية حيث يعتبر قطاع الزيتون أحد أهم قطاعات الإنتاج الزراعي بمساحة قدرها /532/ ألف هكتار تضم حوالى 76 مليون شجرة, منها 53 مليون شجرة مثمرة وبذلك تشكل حوالى 10% من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة.‏

وإن قدم هذه الزراعة أدى إلى وجود تنوع وراثي هائل سواء للزيتون البري أو في الأصناف المزروعة التي تعد بالعشرات والتي تحقق الجوانب الإنتاجية لهذا القطاع, إن استثمار هذا التنوع الوراثي سوف يساعد على استدامة هذه الزراعة ولا سيما في المناطق الجافة والهامشية وتصبح مصدراً للدخل ويؤمن قطاع الزيتون أسباب الرزق والمعيشة لأكثر من 35% من سكان القطر بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج الزيتون وتصنيع وتخزين ونقل وتصدير الزيتون وزيت الزيتون.‏

لقد ازدادت المساحة المزروعة وعدد الأشجار من /241.2/ ألف هكتار و /26.6/ مليون شجرة في عام 1980 إلى /532/ ألف هكتار و 76 مليون شجرة عام 2004 وارتفع متوسط الإنتاج من 300 ألف طن من ثمار الزيتون للموسمين 1980-,1981 ونتج عنها 54 ألف طن زيت إلى /1001637/ طناً للموسمين 2003-2004 نتج عنها /200/ ألف طن زيت.‏

ونلاحظ أن سورية انتقلت من مرحلة استيراد زيت الزيتون في بداية التسعينيات إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير الذي بلغ ذروته في عام 2003 حيث بلغت الكميات المصدرة أكثر من 130 ألف طن.‏

وتشير توقعات وزارة الزراعة أنه من المتوقع الإنتاج في عام 2005 إنتاج كمية تقدر ب /600-650/ ألف طن وذلك بسبب ظاهرة المعاومة ولاسيما في المناطق الساحلية.‏

ويقدر استهلاك القطر وسطياً لعام 2004 حوالى /120/ ألف طن من زيت الزيتون وبالتالي هناك فائض للتصدير على الأقل للموسم 2003-2004بحدود /50/ ألف طن سنوياً, ويتوقع تزايد الإنتاج بشكل مستمر, والفائض وذلك للأسباب التالية:‏

استمرار التوسع في هذه الزراعة, دخول أشجار جديدة في الإنتاج بمعدل 1-2 مليون شجرة سنوياً, وانخفاض معدل الاستهلاك الفردي.‏

ونتيجة لذلك نتوقع ليس فقط نشوء أزمة حقيقية في هذا القطاع المهم خلال السنوات القادمة نتيجة زيادة كميات الزيت الفائضة عن حاجة الزيت الفائض عن حاجة الاستهلاك المحلي والتي يتوقع أن تكون في عام 2010 بحدود /85/ ألف طن من الزيت.‏

إضافة إلى حصول مشكلات خطيرة في التخزين, وذلك أن الطاقة التخزينية الحالية ليست كافية ولا تتم ضمن شروط نظامية الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض جودة الزيت.‏

ولذلك لابد من اتخاذ الإجراءات الضرورية على المستوى الزراعي والتصنيعي والتخزيني لتحسين جودة المنتج لتقديم مادة أولية جيدة للتصدير.‏

وفي مجال التعاون الدولي في مجال زيت الزيتون, فانطلاقاً من أهمية قطاع الزيتون في سورية تقوم الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بتنفيذ عدة مشاريع بالتعاون مع المجلس الدولي لزيت الزيتون ومنها, مشروع حصر وتصنيف وتجميع وتقييم وحفظ المصادر الوراثية للزيتون ويهدف إلى التحقق من عدد الأصناف التي تشكل المصدر الوراثي في سورية, وحفظ جميع أصناف الزيتون في مجمعات وراثية من أجل الحصول على أصناف جديدة مقاومة للأمراض والآفات والجفاف والملوحة وتعطي جودة أفضل للزيت.‏

وهناك مشروع إعادة استخدام ماء عصر الزيتون على الأراضي الزراعية, ويهدف إلى تأمين الحلول المنطقية للتخلص من ماء عصر الزيتون وخفض تكاليف الإنتاج من خلال توفير كميات كبيرة من السماد الكيميائي والتقليل من تلوث البيئة والأثر المتبقي في منتجات المحاصيل, ودراسة تأثير إضافة ماء الجفاف على كمية ونوعية الإنتاج.‏

كما تقوم الهيئة بالتعاون مع الحكومة الإيطالية -معهد باري- بتنفيذ مشروع الدعم الفني لتحسين جودة زيت الزيتون عن طريق تقديم الدعم الفني والتقني لتحسين إنتاج زيت الزيتون وزيتون المائدة والترويج لهما عن طريق تقوية المهارات الفنية لعناصر قسم بحوث الزيتون في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية, وذلك بإجراء دورات تدريبية لرفع مستوى الكادر الفني في مختلف مراحل سلسلة الإنتاج, وتحديث وتطوير أجهزة المخابر وتطبيقاتها بحيث يصبح قادراً على تنفيذ التحاليل الفيزيائية والكيميائية والحسية لتصنيف الزيتون وفق المعايير الدولية, إضافة إلى تحضير خطة وطنية لتحسين أداء قطاع زيت الزيتون السوري بشكل عام, وبالتالي تحسين جودة الزيت ونوعية زيت الزيتون ووضع علامة مميزة له وطرحه في الأسواق العالمية كمنتج يحقق مواصفات النوعية العالمية بحيث تصبح كلمة زيت الزيتون السوري مرادفة للنوعية الجيدة.‏

لقد بات أمراً ضرورياً رفع الإنتاجية وتحسين النوعية وخفض كلفة الإنتاج وتنويع المنتجات وترسيخ المعارف حول الأهمية الغذائية والفوائد الصحية, وذلك لكي يحافظ على هذا المنتج ومكانته بين الزيوت النباتية الأخرى.‏

لذلك إن التصدي لهذه المشكلات ووضع الحلول العلمية والعملية مهمة وطنية واجتماعية من الدرجة الأولى الأمر الذي يسمح بتوفير منتج يستحق أن يجد مكانته في الأسواق العالمية.‏

تعليقات الزوار

عبد الغني |  abdulghani69@mail.sy | 23/10/2005 12:46

أظن أن هناك خربطة في الارقام حيث لا تبين هذه الارقام أن العام الحالي أكثر أم العام الذي سبقه

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية