تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موسى ينهي مهمة صعبة في العراق

بغداد
يو بي أي
عربي ودولي
الاحد 23/10/2005م
غسان القاضي

اختلف المراقبون السياسيون في تقييم مهمة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في العراق والتي شارفت على الانتهاء

بعد لقاء ناجح امس مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في مدينة النجف .‏

وأراد موسى ان يكون لقاؤه بالسيستاني مسك الختام لاعتبارين, الأول: تأثيره العميق على التوجهات السياسية لشريحة واسعة من قيادات الأحزاب الدينية الشيعية. والثاني :قدرته الفائقة على معالجة الوضع بهدوء وروية يحتاجهما موسى لكبح غلواء المغالين واندفاع المندفعين وتقليل سقف شروط المتحفظين .‏

ولعل ابرز نجاح حققته زيارة موسى حتى الآن هو حصوله على موافقة مبدئية من جميع الفرقاء على عقد اجتماع تحضيري لمؤتمر الحوار الوطني العراقي الموسع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة منتصف الشهر المقبل .‏

وقد جاءت هذه المحصلة بعد حوارات شاقة ومطولة أجراها موسى مع ممثلي القوى السياسية العراقية على اختلاف انتماءاتها الدينية والمذهبية والإثنية .‏

وأكد عمرو موسى وجود توافق كبير على عقد هذا المؤتمر الذي ستشارك فيه كل القوى السياسية العراقية.‏

وقال إن العراق عراقهم وليس ملكا لقوى دون غيرها .‏

غير أن لهجة التشاؤم التي حاول موسى إخفاءها طيلة زيارته للعراق بدت واضحة في تصريحه الذي أدلى به للصحفيين بعد لقائه مع قيادات هيئة علماء المسلمين التي سلمته ستة شروط لأي مصالحة ,حيث اعترف بوجود صعوبات تواجه مهمته .‏

وقال: من المؤكد أن هناك مصاعب والمسألة ليست سهلة, أرجو أن تكون الخطوة المقبلة التحضير للمؤتمر الشامل للمصالحة أو الوفاق الوطني العراقي .‏

وحاول موسى نفي ان تكون النقاط الست شروطا لا يمكن تجاوزها وقال انها ليست شروطا إنما شرح لمواقف محددة من مختلف الأطراف وإنها تساعد على تفهم الموقف بكل أبعاده وليست شروطا تعوق الحركة باتجاه المبادرة العربية فهي موضوعات سيطرحها الإخوة الآخرون وسنعمل على تحقيقها.‏

وردا على سؤال عما إذا كان متفائلا قال موسى إنني مطمئن إلى أننا على الطريق الصحيح والإيجابي للتوافق في الرأي حول المبادرة التي آمل أن تنجح .‏

والتفت الى الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين ممازحا قائلا ادع لنا يا شيخ .‏

اما هيئة علماء المسلمين التي تمثل المرجعية الدينية الوحيدة للسنة في العراق فقد اشترطت على لسان أمينها العام حارث الضاري أثناء لقائه بموسى في مقر الهيئة بجامع ام القرى ببغداد توفر ست نقاط قبل الحديث عن اية مصالحة وطنية .‏

والشروط الستة هي تحديد جدول زمني مكفول دوليا لانسحاب قوات الاحتلال الذي اعتبره اساس المشكلة, والاعتراف بالمقاومة العراقية كحق مشروع, ورفض الإرهاب بكل أشكاله باعتباره جريمة مرفوضة ,والعمل على إعادة الجيش العراقي بعد إقصاء العناصر المسيئة منه ,وحل الميليشيات المسلحة لاسيما تلك التي ترفع شعار الطائفية السياسية ,وحل الإشكالات المترتبة على وجود الاحتلال وبخاصة قضايا المعتقلين بغير حق في سجون الاحتلال والحكومة العراقية وتشكيل لجان محايدة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها عناصر من الأجهزة الأمنية العراقية .‏

من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم مجلس الحوار الوطني العراقي صالح المطلق, الذي يمثل فصيلا سنيا عربيا أكثر اعتدالا ان المؤتمر التحضيري سيعقد في مقر الجامعة العربية اما مؤتمر الحوار الموسع فينبغي ان يعقد في بغداد, وإذا تعذر ذلك لأي سبب فيمكن حينئذ عقده في أية دولة عربية .‏

واشترط المطلق ان تشارك في المؤتمر كل أطياف الشعب العراقي,بما فيها المقاومة والبعثيون ورجال الجيش العراقي المنحل .‏

كما اصطدم عمرو موسى مجددا بعدة شروط وضعها التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر للقبول بوساطة الجامعة العربية لإجراء حوار او مصالحة وطنية بين مكونات الشعب العراقي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية