وبعد أن قطع الإرشاد شوطاً في مدارسنا اتجهنا إلى السيدة إلهام محمد الموجهة الاختصاصية للإرشاد النفسي لنسألها:
( هذا يدعونا للاطمئنان)
كيف تقيمون هذه العملية من حيث نسبة نجاحها?
العملية الإرشادية في المدرسة قطعت شوطاً لا بأس فيه ضمن مدارسنا وقد وصلت إلى مرحلة مقبولة من حيث النجاح في المدارس وإن كانت هذه النسبة في النجاح لا ترضينا أبداً ونتمنى زيادتها حتى نصل إلى تفعيل العملية الإرشادية في المدارس على أكمل وجه وما يؤمن مستلزمات النجاح للعملية الإرشادية هو محبة المرشد لعمله ورغبته فيه.
إذا تم تطبيق استمارة للتعامل مع الضغوط النفسية من قبل المرشد وكان من بينها سؤال مفتوح للإجابة عليه هو, إذا خُيرت في البقاء في مهنة الإرشاد أو الانتقال إلى مهنة أخرى هل تقبل أم لا مع ذكر الأسباب? وكانت النسبة الغالبة من المرشدين قد رفضت التخلي عن هذا العمل واستبداله بعمل آخر وهذا يدعونا إلى الاطمئنان وتحقيق الدرجة الأولى من النجاح وهي الرضا عن العمل من قبل القائمين عليه.
(لا نستطيع الاتهام)
هل تعتقدون أن المرشد النفسي أو الاجتماعي مهمش في مدارسنا?
تتفاوت إدارات المدارس في تقبل عمل المرشدين وهنا لا بد أن نشير إلى شيء هام هو أن التقبل يلعب المرشد فيه دوراً كما يلعب فيه الإداريون دوراً ولا نستطيع اتهام جميع إدارات المدارس بتهميش المرشد إذ إن المرشد المدرك لمهامه بشكل جيد ويتابع العمل مع المعنيين ويلتزم بتعليمات وزارته وما يرد من مديريته أيضاً يأخذ دوره بشكل مقبول في المدرسة, ونحن في مهنة الإرشاد كأي مهنة آخرى نعاني من وجود بعض المرشدين الذين كان لهم دور هام في الإساءة للعمل وعدم الالتزام به بشكل جيد, كذلك تقول (محمد) للإدارات دور هام أيضاً في تهميش المرشد وذلك خدمة لأغراض خاصة بالإدارة إضافة إلى رغبة الإدارة في قيام المرشد بأعمال تنظيمية في المدرسة تبعده عن العمل الإرشادي الموكل إليه.
(الدورات تصقل الشخصية)
هل تقام دورات تأهيلية مستمرة للمرشدين وعلى نفقتها?
ما يمكن قوله: يحتاج المرشدون إلى دورات تدريبية مستمرة للاطلاع على كل ما هو جديد في الإرشاد إذ إنهم دخلوا إلى الإرشاد والعملية التربوية دون أي تدريب أو إلمام بالعمل فعملت وزارة التربية على متابعة العمل واخضاعهم لبعض الدورات واستطاعت من خلالها صقل شخصية المرشد نوعاً ما إضافة إلى دورات تدريبية يخضع لها المرشد وعلى حسابه الخاص في الجمعية السورية للعلوم النفسية وفي مراكز أخرى يشرف عليها اختصاصيون في الإرشاد النفسي والصحة النفسية.
فلا بد من خضوع إدارات المدارس لدورات تدريبية مستمرة تساعدهم على فهم دور المرشد وتفعيل العلاقة بين المرشدين والإدارات.
عقد لقاءات مستمرة بين المرشدين والإدارات ومسؤولين في التربية لمحاولة تفعيل العلاقة بينهما.
وجود ميزانية خاصة بالإرشاد في المدرسة تساعد المرشد في تنفيذ الخطة الإرشادية المقترحة في مدرسته وهذا غير متوفر لأن المدارس دائماً في ضيق وميزانيتها لا تكفي.
وجود غرفة خاصة للمرشد مجهزة وإعطاؤه الوقت الكافي للإرشاد يساعده في استقبال طلابه والوصول إلى نتائج فعالة مع المسترشدين.
عقد ندوات للأهالي والمعلمين والإداريين والمرشدين النفسيين بحيث نعمل على نشر التوعية الإرشادية وعلى الأخص الصبر للوصول إلى نتائج مرضية وعدم استقبال النتائج إذ إن المرشد يحتاج إلى وقت زمني مناسب للوصول إلى نتائج جيدة في عمله.
(الاطلاع على التجارب )
هل وضعت الوزارة في خطتها برنامجاً للتأهيل والتدريب ومن ضمنها الإرشاد النفسي?
لا أعلم السبب الأساسي لعدم قيام هذه الدورات ولكن ما أعتقده هو قلة الخبرة في بلدنا في هذا المجال إضافة إلى أن الاعتماد على خبرات دول أخرى يحتاج إلى مصاريف ربما توجد دراسة في الوزارة لهذا الأمر إذ إن ما نرغبه هو التدريب المتواصل والاطلاع على تجارب البلدان الأخرى في هذا المجال سواء استقدمنا الخبرات إلى هنا أو ذهبنا نحن إليهم.
(لا تحتمل التأويل والتعديل)
ما العوامل التي تساعد في النهوض في عملية الإرشاد?
تجتمع في عدة عوامل إذ لا بد من التدريب المستمر للإدارات والمرشدين وتؤكد (محمد) على صدور تعليمات حازمة وخاصة بالإرشاد لا تحتمل التأويل والتعديل من قبل إدارات المدارس واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال المخالفة وعدم تنفيذ هذه التعليمات.
والاعتماد على وسائل الإعلام لزيادة الوعي الإرشادي من خلال عقد ندوات وبرامج مستمرة توضح مهام المرشد وأخلاقيات هذه المهنة والمساعدة التي يمكن أن يقدمها المرشد في المدرسة وخارجها.