تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الخنساء الى فيرجينيا وولف هل إبداع المرأة في خطر ..?

ثقافة
الاحد 23/10/2005م
ديب علي حسن

(يقولون) :

إني كسرت بشعري جدار الفضيلة‏

وان الرجال هم الشعراء‏

فكيف ستولد شاعرة في القبيلة‏

واضحك من كل هذا الهراء‏

واسخر ممن يريدون في عصر حرب الكواكب‏

وأد النساء .. واسأل نفسي :‏

لماذا يكون غناء الذكور حلالاًَ‏

ويصبح صوت النساء رذيلة.. ?‏

هكذا رأت د. سعاد ا لصباح الشاعرة الكويتية حال المرأة العربية المبدعة, رأتها شجراً وارفاً يريدون يباسه, ومطرا يريدون فصله عن امه الغيمة, قبائل تريد وأد ابداع المرأة العربية, تريد سطوة الابداع الذكوري ولكن لا ا دري ان كان بامكاننا التذكير بجدتها الخنساء, والتذكير بولادة بنت المستكفي, والوقوف حديثا عند الكتب التي تحدثت عن شواعر الجاهلية, وقد صنف الكثيرون كتبا في هذا المجال وقدموا اسماء شاعرات تجاوز عددهن المئات, ونشير الى ان الشاعر الراحل( الجواهري) توقف في الجمهرة عند مختارات من الشعر النسوي وبين جماليات هذا الشعر ..‏

ومع هذا كله لا احد يستطيع ان ينكر ان مكانة المرأة المبدعة في ادبنا العربي لم تصل الى المكانة التي وصل اليها الشعراء الرجال وقد تكون عوامل الاعاقة لهذا الوصول تحمل الكثير مما اشارت اليه د. سعاد الصباح وتشير اليه مبدعات اخريات عرفن بقدرتهن على تجاوز المصاعب التي وضعت في طريقهن.. واليوم تبدو مسألة الابداع الانثوي وقد تصدرت اهتمام النقاد والمتابعين , بل ربما غدت ( موضة) لمن تريد او يريد ان يبدو وكأنه قد وقع على سر رهيب يحكم اسباب تخلف ابداعنا , مع الاشارة وبهدوء ولو مقارنة لما يصدر من مجموعات شعرية وقصصية في سورية,مقارنة بين ما يصدره الرجال والنساء ولرأينا ان مجموعات النساء تزيد بكثير, ولو ذهبنا بعيدا في المقارنة لرأينا ان الامسيات الشعرية التي تقام تسودها الشاعرات , ففي الكثير من الامسيات , نرى شاعرا ومعه ثلاث شاعرات واكثر , ولا اظن ذلك من باب ان للذكر مثل حظ الانثيين, ويذهب آخرون الى القول : ان للشاعرات حظوة في مواقع النشر, والدليل على ذلك الليالي الادبية التي تحتفي بابداع هذه الشاعرة او تلك , ويضاف الى ذلك رغبة الكبار من الشعراء والمبدعين (البعض ) في ان يكتبوا عن شاعرة او عن عدة شاعرات, وليس من باب المصادفة ان يحمل ثلاثة شعراء كل منهم على حده, مادة عن مجموعة شعرية ويجولون بها على الصحف والمجلات مع ان الشاعرة كانت تتلعثم وهي تقرأ مقطوعاتها الاحادية الكلمات , وايضا لا نريد ان نذهب بعيدا في ادعاء البعض ان وراء بعض الشاعرات , شعراء يعملون ليل نهار في الكتابة والتجريب, والتبييض والتسويد والتسويق.. كل هذه الافتراءات تسقط عند نون النسوة او عند فتافيت امرأة .. وعلى كل حال ليست من باب المصادفة المحضة ان تتوقف دوريتان هامتان عند هذا الموضوع , وقد اشرنا الى احدى الدوريات سابقاً, ونقف اليوم عند بعض المحطات مما قدمته مجلة عالم الفكر الكويتية الصادرة حديثا, وقد حملت عنوانا واسعا وعريضا هو ( المرأة ) مع الاشارة الى ان المجلة الرصينة نفسها كانت في منتصف السبعينيات قد قدمت عددا خاصا بالمرأة , وهو عدد متميز وهام .‏

ابحاث متميزة‏

قد يكون من الصعوبة بمكان ان نشير في مثل هذه العجالة الى اهم الافكار في بعض الابحاث التي قدمت في المجلة, ولكننا اثرنا ا ن نقدم قطوفا منها لعل الذي يريد ان يتابع هذه الابحاث يعود اليها .‏

من الابحاث المتميزة والهامة نقف عند بحث : النسوية وفلسفة العلم كتبته د. يمنى طريف الخولي, وتوقفت عند سؤال اساسي هو : ما النسوية.. ?‏

ورأت انها في اصولها حركة سياسية تهدف الى غايات اجتماعية تتمثل في حقوق المرأة واثبات ذاتها ودورها , والفكر النسوي بشكل عام أنساق نظرية من المفاهيم والقضايا والتحليلات تصف وتفسر اوضاع النساء وخبراتهن, وسبل تحسينها وتفعيلها وكيفية الاستفادة المثلى منها .‏

النسوية اذاً ممارسة تطبيقية واقعية ذات اهداف عينية, ولما تنامت اخيراً وباتت قادرة على التأطير النظري حتى تبلورت النظرية ونضجت ظلت الرابطة قوية بين الفكر والواقع .. هكذا بدأت النسوية مع القرن التاسع عشر حركة اجتماعية توالد عنها فكر نسوي, وفي مرحلة لاحقة نشأت عنها منذ سبعينات القرن العشرين - فلسفة نسوية,ظلت بدورها اكثر من اي فلسفة اخرى ارتباطا بالواقعي والعيني والجزئي والعرضي واليومي والمعيشي والعادي والشائع.‏

ومن الموضوعات الاخرى الهامة نشير الى موضوع المرأة المحاورة قراءة في التراث‏

وهو بقلم د. رسمية عبد المحسن المنصور من جامعة الملك سعود..‏

ويكتب د. مسلك ميمون من المغرب العربي عن ( المرأة في تاريخ المغرب الاقصى)‏

و من الكويت تكتب د. وطفاء حمادي هاشم عن خطاب المرأة في النص الدرامي‏

وتتوقف عند نصوص من الاعمال المسرحية لآمنة الربيع .‏

اما البحث الاكثر اثارة للاسئلة ويدعو الى نقاش موسع حول ما طرحه فهو بحث ( مأزق المرأة الشاعرة قراءة في الواقع الثقافي) وهو بقلم د. نجمة عبد الله ادريس من كلية الآداب - جامعة الكويت , وتبدأ بحثها بتصوير لفرجينيا وولف تقول فيه وولف : ( ان اي امرأة تولد بموهبة عظيمة لا بد ان تصبح مجنونة او تنتحر, او تقضي ايامها وحيدة في كوخ منعزل خارج القرية, نصف ساحرة, نصف عرافة يخشاها الاخرون ويسخرون منها .. ) ولنا عودة الى مناقشة هذا الموضوع .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية