فقد امتلكت الاعمال الفنية بامتياز حق التعبير عن الفنان والمجتمع عبر ما أرست من أسس للتواصل الحضاري من خلال لغة بصرية لها قيمها ومكوناتها وهويتها وعبر تفاعلها الاصيل مع واقع هذه الرقعة من العالم كذلك عبر سيرورة متطورة متصاعدة للتجربة التشكيلية والتي تتمثل بجدارة الشخصية الثقافية والحضارية لبلد له عراقته وتاريخه وتراثه , وفي متاحف العالم ومراسم الفنانين ومشاغلهم ومتاحف المدن السورية وصالاتها ما يؤكد التاريخ الثقافي للتشكيل السوري لذا فان ابسط ما يمكن ان يقوم به القائمون على رعاية هذا الفن هو اتاحة عرض العمل الفني عبر صالات يتنامى عددها وليس العكس اضافة لتأمين اسباب وامتيازات الممارسات الفنية التشكيلية.
من البدهي ان يزداد عدد الصالات في غمرة هذا النشاط التشكيلي ومن غير الطبيعي ان تسعى بعض الجهات لاغلاق صالة عرض هي نفسها مقر لفرع نقابة الفنون الجميلة كما يحصل الآن..
حيث تتهافت اوامر الاخلاء الموجهة الى مقر فرع نقابة الفنون الجميلة في الرقة هذا المقر الذي تعتمده النقابة ايضاً صالة للعرض ( صالة الجلاء) ويشكل هذا المقر حيزاً وجزءا مكانيا من المركز الثقافي القديم في مدينة الرقةو التابع لوزارة الثقافة.
لمقر فرع النقابة وصالته دور هام كنواة ثقافية تسعى لدعم التشكيل في هذه المدينة التي تعتبر غنية بنشاطها وساحة تواصل بين فناني المناطق الشرقية ونظرائهم في المدن الكبرى.
مستقبل الصالة المفترض كما تنوي محافظة الرقة هو نافذة موحدة للجباية المالية ( دخل -واردات- جباية) فلم تجد المحافظة كما هو واضح أجمل من هذا المكان في المدينة على اتساعها ربما طمعاً في رسم حلة جمالية على عملية الجباية او ربما بلورة للذائقة الجمالية لدافعي الضرائب وذلك على اطلال صالة النقابة التي يتم وأدها عبر هذه النوايا.
لقد تم استلام المكان كمقر وافتتاح الصالة بشكل رسمي في الثالث عشر من الشهر الرابع من عام 2002 بعد معاناة عاشتها فرع نقابة الفنون الجميلة بالرقة زهاء ربع قرن من استئجار وتشرد وو.. والان تتم مناشدة الجهات المعنية من قبل الفنانين لانقاذ الصالة ومقر فرع نقابة الفنون الجميلة وامنياتنا أن يجد الفنانون من يسمعهم وينصفهم وينقذ صالتهم, متنفسهم الوحيد في تلك المدينة .