تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كرزاي يتهم .. تواطؤ واضح بين الولايات المتحدة وطالبان

ترجمة
الأربعاء 27-3-2013
ترجمة غادة سلامة

هذا ما قاله الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي ألغى المؤتمر الصحفي المقرر له مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل ووجه أصابع الاتهام الى طالبان التي رفضت مرارا وتكرارا التعاون مع الحكومة الأفغانية وها هي اليوم تضع يديها بيد أمريكا وتتواطأ معها لتطيل أمد بقاء قوات الناتو على الأراضي الأفغانية .

كرزاي اتهم الولايات المتحدة وانتقدها بأشد عبارات النقد اللاذع متهما اياها بالعمالة لصالح جماعة طالبان التي عاثت فسادا وتدميرا وسفكا لدماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا مصلحة لهم مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع جماعة طالبان .‏

البيت الأبيض يرفض اتهام كرزاي لواشنطن المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض من جانبه الاتهامات التي وجهها حامد كرزاي الرئيس الأفغاني للولايات المتحدة بالتواطؤ مع حركة طالبان لإطالة أمد الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان .‏

البيت الأبيض وعلى لسان مسؤوليه اتهم الرئيس الأفغاني بتعكير الأجواء التي تزامنت مع وزيارة وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشاك هاكل لأفغانستان في منتصف هذا الشهر واطلاقه أقسى عبارات الادانة للولايات المتحدة الأمريكية التي ضحت بالغالي والرخيص على حد قول المسؤولين الأمريكيين من أجل أفغانستان والحقيقة أن واشنطن لم تكن تتوقع يوما أن يوزع حامد كرزاي اتهاماته يمينا وشمالا باتجاه أمريكا وحلفاءها في أفغانستان .‏

الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية رفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا وقال بأن وزير الدفاع الأمريكي أوضح للمسؤولين الأفغان وعلى رأسهم الرئيس كرزاي وناقش معه هذه المسائل وهذه الاتهامات مباشرة خلال اجتماعهما موضحا له بأن الولايات المتحدة ضحت بالكثير من الدماء والمال على مدى اثني عشر عاما دعما لجهود الشعب الأفغاني لضمان الأمن والاستقرار لهذا الشعب.‏

وأن أخر ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو دعم أي نوع من أعمال العنف خصوصا تلك التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء وأنها لا تنوي أبدا اطالة وقت بقاءها على أرض أفغانستان بعد استتباب الأمن فيها .‏

ورفض هاكل تصريحات كرزاي وانتقاده لأمريكا وحركة طالبان على حد سواء وخاصة تلك العبارات التي تلفظ بها حامد كرزاي عندما قال أن الطرفين الولايات المتحدة وطالبان هما المسؤولان عن نشر المخاوف من المصير الذي ستؤول اليه البلاد بعد الانسحاب الغربي في العام المقبل عام 2014.‏

حيث وجه كرزاي أصابع الاتهام لحركة طالبان بالهجومين الانتحاريين اللذين وقعا في العاصمة كابول ومدينة خوست في مارس الحالي وأن هذين الهجوميين كانا يهدفان على حد قول كرزاي الى اشاعة المخاوف مما قد يؤدي بدوره لبقاء القوات الأجنبية أطول فترة ممكنة في أفغانستان .‏

كما ألغى كرزاي مؤتمرا صحفيا مشتركا كان مقررا أن يعقده مع وزير الدفاع الأمريكي الزائر تشاك هيغل اذ قال القصر الرئاسي بكابول ان كرزاي لن يتمكن من الحضور ((لارتباطات مسبقة ))‏

بينما قال مسؤولون أمريكيون أن المؤتمر الصحفي ألغي لدواع أمنية .‏

بعد سلسلة الانفجارات التي حدثت في كابول وخلفت وراءها تسعة عشر قتيلا وسط تلميحات كرزاي لاتهام طالبان والولايات المتحدة بالوقوف وراء تلك الانفجارات لإيهام الشعب الأفغاني بأن الأوضاع ستزداد سوءا بعد 2014 .‏

حيث أشار الرئيس الأفغاني في خطابه عبر التلفزيون الحكومي الى أن الهجومين الانتحارين وقّعا بتوقيع طالباني والهدف هو خدمة الأجانب وتعزيز الوجود الأجنبي في أفغانستان وابقائه عن طريق اخافة الشعب الأفغاني بينما نفى القائد الأعلى للقوات الأمريكية ما ذهب اليه الرئيس كرزاي في اتهامه .‏

وقال أن القتال الشرس الذي خاضته قوات الناتو والدماء الغزيرة التي سالت على أرض أفغانستان خلال السنوات الأخيرة يجعل من المستحيل حتى التفكير بأن استمرار العنف والفوضى ستصب في مصلحة أمريكا وحلفائها مشيرا الى تدهور العلاقات بين كرزاي والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة الأمر الذي زادها سوءا تلكؤ الأمريكيين في نقل السجناء الأفغان الذين تحتفظ بهم في سجن قاعدة باغرام الى السلطات الأفغانية .‏

وأشارت الحكومة الأفغانية الى الأفعال السيئة وانتهاكات حقوق الانسان التي تقوم بها القوات الدولية العاملة على أراضيها بقيادة أمريكية بحق السجناء الذين اعتقلتهم وكان غالبيتهم من الطلبة الأفغان واعتقالهم قسريا وحثهم على الكف عن هذه التصرفات .‏

مجلس الوزراء الأفغاني أصدر بيانا أدان عمليات الاعتقال القسرية بحق الطلبة الأفغان حيث جاء في البيان بأن رئاسة مجلس الوزراء تحث قيادات التحالف الدولي (الناتو ) على تجنب هذه التصرفات التي تنتهك سيادة أفغانستان على أراضيها .‏

كما اتهم الناطق باسم الرئاسة الأفغانية حركة طالبان بالتحدث الى الأمريكيين في الخارج بشكل يومي وأن ممثلو طالبان يحاولون دائما التقرب من أمريكا على عكس ما يبدو في الواقع .‏

حيث يمثل الطرفين العداء لبعضهما البعض بينما أنهم متقاربان في الواقع ومصالحهم واحدة وهي بقاء العنف والانفلات الأمني في أفغانستان لتكون لديهم الذريعة الكبرى في البقاء على الأراضي الأفغانية فترة أطول وهذا ما يؤكده رفض حركة طالبان دائما وأبدا للتفاوض مع الحكومة الأفغانية ورفضها لأي عملية سلام أفغانية خالصة يتحدث فيها الأفغاني الى الأفغاني .‏

وذريعة طالبان باستمرار هو عدم اعترافها بالحكومة الأفغانية واعتبارها حكومة فاقدة للشرعية .‏

 بقلم أليسا روبن‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية