تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حروب الطائرات الأميركية دون طيار

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 27-3-2013
ترجمة مها محفوض محمد

مع اتساع رقعة استخدام البنتاغون للطائرات التي تحلق دون طيار تزداد مخاوف الخبراء العسكريين من الانعكاسات السلبية لهذا السلاح الجوي الجديد.

فمن المراقبة والتجسس على دول أطلقت عليها وكالة الاستخبارات الأميركية CIA صفة حاضرة الإرهاب‏

تحولت مهام تلك الطائرات إلى هجوم على أهداف حية لضربها لا بل لتصفيتها سواءً كنت في أفغانستان أو باكستان أو الصومال أو اليمن.فمنذ عشر سنوات على انطلاقها تغيرت طبيعة مهام هذا السلاح حيث سجل عهد الرئيس الأميركي الحالي أوباما أعلى نسبة في قيام تلك التقنية الحربية بأعمال وصفت بأنها تكافح الإرهاب.ففي عام 2002 كانت عمليات الطائرات الأميركية دون طيار تنحصر في استهداف زعماء القاعدة الذين اتهموا بإعداد هجوم إرهابي على الولايات المتحدة على غرار أحداث 11 أيلول 2001، كما راحت حالة الحرب التي تقرع طبولها واشنطن باستمرار لتسعير حمّى التسلح غرباً وشرقاً، تبرر استخدام هذا السلاح الأحدث في عالم الطيران.فمنذ عام 2008 قتلت الCIA أكثر من 2500 شخص بطائراتها التي تحلق دون طيار وذلك خلال ثلاثمائة عملية هجوم شنّتها القوات الأميركية في المناطق الساخنة من العالم، وقد أدرجت أسماء هؤلاء الناس على لائحة أطلق عليها «لائحة القتل»، أو الشخصيات المستهدفة من قبل البنتاغون.وقد أثارت تلك العمليات استهجان جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في بلاد العام سام وعدد من الحقوقيين والدبلوماسيين والبرلمانيين الأميركيين إثر نشر فضيحة وجود تلك القائمة فوق صفحات الجرائد هناك، وسرعان ما نظّم هؤلاء مسيرات في نيويورك على غرار المسيرة التي نظمت في 16 تشرين أول من العالم الماضي احتجاجاً على ذلك وعلى تزايد مشاعر العداء لأميركا في أنحاء العالم، وقد هاجمت صحيفة النيويورك تايمز خلال حملة اوباما الانتخابية الثانية سياسته في قيادة الحرب الأميركية ضد الارهاب، كما طالبت مديرة «أمنيستي انترناشيونال» فرع الولايات المتحدة سوزان نوسل حاكم البيت الأبيض بتطبيق القوانين الخاصة بحقوق الانسان وليس إقرار قوانين جديدة كما تعهد أوباما هذا العام بوضع قوانين تتعلق بتلك الحقوق.وجاء بعد ذلك اختياره لجون برينين خليفة لديفيد بترايوس على رأس إدارة السي آي أيه علماً ان جون هذا يؤيد الحد من استخدام هذا السلاح الجوي، وذلك لإسكات الشارع الأميركي المحتج.لكن على أرض الواقع لم يتغير شيء على هذا الصعيد، بل استمرت تصفيات السي آي أيه لمن تدعوهم واشنطن بأعداء أميركا، سواءً كانوا في المناطق القبلية النائية في باكستان أو اليمن أو الصومال وصولاً إلى الفلبين، هذا وتستخدم حالياً القوات الأميركية ومنها الوحدات البرية بشكل أساس أكثر من 5000 طائرة دون طيار تنطلق من قاعدتين رئيسيتين في كريش (صحراء نيفادا) ولانغلي (في فرجينيا) على بعد آلاف الكيلومترات من منطقة الهدف المنشود، علماً أن كلاً من القاعدتين تطل على المحيطين الأطلسي والهادي، فتنقل تلك الطائرات معلومات تكشف الهدف وموقعه ليوجّه ضابطٌ مقيم في إحدى القاعدتين وهو يجلس أمام شاشة تغطي الكرة الأرضية كأن يوجّه على سبيل المثال الطائرة دون طيار إلى وزيرستان أو أفغانستان أو حتى إلى القرن الأفريقي بعد أن تلتقط الصور المساعدة في تلك العملية، وتساند هذه الطائرات 148 طائرة أخرى من نوع بريداتور وريبر، وهي تسميات يطلقها البنتاغون على الطائرات دون طيار تقوم بالتجسس على المواقع المستهدفة.هذا وقد صرّح الكولونيل الأميركي سيدريك لايتون مؤخراً بالقول:ينتظر تكنولوجيا سلاح الجو الأميركي المذكور مستقبلٌ واعد نظراً لتخفيض عدد الخسائر في صفوف القوات الأميركية.والجدير ذكره أن تطوير هذه التكنولوجيا الحربية يتطلب سنوياً اقتطاع 25 مليار دولار، وتفيد مصادر وزارة الدفاع الأميركية ان شركة بوينغ على سبيل المثال تصنع حالياً طائرات دون طيار، ولا تتلقى تعليماتها من أي ضابط اميركي يجلس في قاعدة لانغلي أو كريش، إنما من قبل إنسان آلي بحيث تصبح مسؤولية القتل والابادة غائبة ومجهولة الهوية أي لا تعرض المسؤول عنها لأي محاكمة في المستقبل مهما كان نوعها.وفي أحدث تطور على صعيد صناعة هذا السلاح الجوي في دول الاتحاد الاوروبي تجري الاختبارات على قدم وساق لإطلاق هذا النوع من الطائرات بعد بضعة أشهر حيث تصنعها شركات الطيران العسكري في كل من أسبانيا وإيطاليا وفرنسا والسويد وسويسرا وهي تتعاون فيما بينها تحضيراً لساعة الصفر القادمة عام 2014 ومن هذه الشركات داسو وتاليس وإيد سكازا الاسبانية وإيلينا هيرماتشي الايطالية وساب السويدية وغيرها من الشركات الحربية في القارة العجوز.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية