تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آلان شويه ضابط المخابرات الفرنسية السابق : دعم فرنسا للمعارضة السورية خروج خطير عن الشرعية الدولية

عن مجلة لو بوان
ترجمة
الأربعاء 27-3-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

عبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تمنياته بأن يتخذ الأوروبيون خلال ( الاجتماعات المقبلة ) قراراً برفع الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى قوى المعارضة السورية مؤكداً القول « تزود بعض الدول , ومنهم روسيا النظام السوري بالسلاح .

وعلينا أن نستخلص كل الاستنتاجات , وعلى أوروبا اتخاذ قرارها في غضون الأسابيع المقبلة « وقال انه سوف يتم النظر في كافة الإجراءات ( المترتبة عن رفع الحظر ) من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع الذي عُقد من 22 إلى 23 الشهر الجاري في دبلن .‏

إجراء فرنسي خطير انتقده بشدة آلان شويه , المدير السابق للاستخبارات الخارجية في السفارة الفرنسية في دمشق , وأحد كبار الكوادر الاستخباراتية في فرنسا وأيضاً أحد العارفين جيداً بالعالم العربي - الاسلامي , خلال لقاء أجرته معه مجلة لو بوان الفرنسية . وننقل هنا نص اللقاء بكامله :‏

- هل ترى قرار فرنسا تزويد المعارضة السورية بالأسلحة قراراً صائباً ؟‏

لقد أصابتني الحيرة من هذا القرار . إنه يتناقض كلياً مع الشرعية الدولية , إجراء لا سابقة له . وعلى سبيل المقارنة , نشبه هذا الإجراء كما لو أن فرنسا قررت عام 1992 بمفردها تسليح ( الجماعة الإسلامية المسلحة ) و (جبهة الخلاص الإسلامية ) في الجزائر , بذريعة أنهم فازوا في الانتخابات وأن الجيش أوقف العملية الانتخابية . وفي الوضع السوري . سوف نعمل هنا على تسليح مجموعات ليس لها أي تمثيل وليس معترفاً بها من قبل أحد . ما عدا فرنسا ! كما وأن منظمة الأمم المتحدة لم تعترف بالمعارضة , ومن ناحية أخرى : عن أي معارضة سنتحدث ؟ إنها معارضة مشتتة , ومتعددة ومنقسمة . المسلحون فيها لا يعترفون بالقوى السياسية . هذا بالإضافة إلى سيطرة المجموعات الجهادية على باقي المجموعات داخل المكون العسكري فيها .‏

- ما هو نوع السلاح الذي تعتزم فرنسا تسليمه للمعارضة ؟‏

لا أعرف ما نوعية هذا السلاح , سمعناهم يتكلمون عن سلاح ( دفاعي ) والذي لا يوجد فرق بينه وبين السلاح ( الهجومي ) بالنسبة لي. وعندما نقول سلاح (غير فتاك ) فهذا مجرد لعب على الكلام . كما لا أعرف إلى أي جهة سيسلمونها . يؤكد بعض المسؤولين السياسيين الفرنسيين أن استخباراتنا الخاصة تعرف بالضبط الجهة التي ستستلم هذا السلاح . أنا أعرف سورية منذ 40 عاماً , كنت جزءاً من الوحدات الاستخباراتية الخاصة لمدة ثلاثين عاماً وأؤكد أن مثل هذا التأكيد هو محض غطرسة صلفة . إن ما أشاهده , على أرض الواقع هو أن ما يسمى ( الجيش الحر ) يتكون بعض منه من مجموعات تضم ضباطا وجنوداانشقوا وهربوا إلى تركيا والغالبية العظمى منهم ممن لم ينضو تحت جناح التنظيمات الإسلامية محتجزين في معسكرات للجيش هناك . والعقيد المنشق رياض الأسعد مؤسس هذا الجيش الحر هو قيد الإقامة الجبرية وممنوع عليه زيارة الأراضي السورية . هذا كله من أجل إخلاء الساحة للمجموعات السلفية والجهادية. وبالتالي , أنا بدوري أعيد طرح هذا السؤال : أي نوع من السلاح سنعطي وإلى أي جهة ؟‏

- لماذا قررت باريس ولندن التحرك الآن بتسليح المعارضة بهدف قلب نظام الحكم السوري, بعد مرور عامين على حالة شبه الركود ؟‏

ليس لدينا أي تفويض من الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى ولا نتمتع بأي غطاء قانوني لقلب نظام الحكم في سورية مهما كانت أخطاءه . ولا يمكن للفرنسيين أو البريطانيين أن يقرروا عن السوريين من سيحكمهم . وعلى الرغم أنه ومنذ نحو عامين وفرنسا إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة تزود المجموعات المسلحة في سورية بمساعدات لوجستية وفنية وتقدم الوحدات الخاصة التدريبات لتلك المجموعات , إلا أننا انتقلنا إلى مرحلة أخرى في هذه الأزمة من خلال إضفاء الطابع الرسمي على مد المعارضة المسلحة بالسلاح !‏

- إن دعم مجموعات المعارضة المسلحة , في تحد للقانون الدولي ليست سابقة في تاريخ المخابرات !‏

هذا صحيح , وهذه الوحدات الاستخباراتية تشكلت من أجل هذه الغايات , إننا لا نستطيع أن نرسل جيوشاً ترفع الرايات والأعلام والأبواق إلا عندما يكون لدينا تفويض ضمن إطار الشرعية الدولية . ولكن عندما يعلن وزير خارجية دولة ما أنه سوف يقدم مساعدات عسكرية إلى جهات خارجية ترغب بالإطاحة بالحكومة , على الرغم من معارضة الهيئات الدولية له , فإننا دخلنا في شكل جديد وخطير وخروج عن الشرعية الدولية .‏

- كونك تعرف سورية حق المعرفة , وقد أمضيت فيها فترة طويلة , ما هو تقييمك العام للوضع فيها ؟‏

تشهد سورية وضعاً خطيراً متدهوراً منذ عامين ودماراً كبيراً , يضعها على حافة حرب أهلية . ولكن لا نصل إلى حل الأزمة السورية من خلال تزويد السلفيين . وقد دعت فرنسا , في نفاق مفضوح إلى حل عبر المفاوضات والحوار في الوقت الذي حاولت فيه نزع الشرعية عن أحد الأطراف الضرورية للحوار ورفضها جلوسهم إلى طاولة الحوار , وفي تلك الحالة نسأل مع من سيجري التفاوض ؟ منذ بداية تلك الأزمة , نعيش حالة ضبابية على الصعيد العسكري والقانوني والسياسي والإيديولوجي. ويصعب علي هذا الوضع . إننا في حال غموض مطلق عندما ندعم في سورية من نحاربهم في أماكن اخرى .‏

- هل يمكن أن تحدد بدقة أكثر ؟‏

أعني هنا مالي . فالإسلاميون في الدولتين لهما نفس الأهداف ونفس التطلعات ونفس الإيديولوجية ونفس التمويل . وأرى غرابة شديدة في ذلك . إذ وبصفتي مسؤولاً سابقاً في استخبارات الدولة , أجد نفسي غاضباً من هذه الخيارات العجيبة والغريبة والعدائية من جانب دبلوماسيينا وقادتنا السياسيين .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية