وعلى قدر أهل الذل تأتي المهازل..
وعلى قدر أهل الدعم تنفرد الولائم..
وعلى قدر أهل المسوخ تأتي الخسائس..
وعلى قدر أهل العهر تأتي الرذائل..
وعلى قدر براميل النفط تحاك الدسائس..
وعلى قدر طاولة النباح تأتي القبائح..
عذراً شاعرنا العظيم أبو الطيب المتنبي
لقد حاكينا أبياتك الرصينة بما يلائم واقعنا اليوم المفجوع بقلبه وكرامته فخناجر الغدر قريبة و غريبة وصديقة غرزت نصالها في جسدنا السوري فأدمت قلبنا و لكنها ما قتلتنا و لن تقتلنا.. ألست أنت القائل:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم..
أعوام ثلاثة من التآمر القديم والحديث زادت أم قلت، وهم يحلمون ويدعمون، ويمولون ليفرغوا مقعداً أرقهم وأرهقهم سنوات طوال، فقط مقعد والمعني بهذا المقعد ومن يجلس على هذا المقعد.. الذي استعصى حتى اللحظة على كل مقامراتهم و مغامراتهم..
الوهم المستفحل
حسبوا لوهلة أو في غفلة من الزمن أنهم حين يفرغون الكرسي بالمعنى المجازي من صاحبه الأصلي حسب أوهامهم أنهم حققوا انجازاً ونسوا أن الأم الأصلية صاحبة الجذر الأصيل ليس في هذا الشرق فقط بل في هذا العالم المترامي الأطراف، لا يمكن لأي ريح عاتية أو إعصار تأمري أو تسونامي نفطي وغير نفطي أن يزحزحه من و عن و في مكان ومحيط هذا المقعد..
لا لشيء.. فقط لأن من صنع هذا المقعد هو من جعل للمقاعد المجاورة وزنا و قيمة إلى أن ضاقوا ذرعاً بهذه القامة السورية العربية الراقية المؤسسة منذ اللحظات الأولى، والتي كانت هي ميزان العمل العربي المشترك، ورأسه الوازن و عقله الراجح وصوته الوطني و العربي و القومي المحق والعالي..
من سخرية القدر
اليوم ولسخرية القدر تسارعت خطا أصحاب العباءات و الياقات و اللحى الطويلة و القصيرة.. فهرول من هرول و أسرع من اسرع و تأنى من تأنى، علهم يجدون يحققون شيئا يبرد قلوبهم الحامية بنار جهنم ووسوسة الشيطان.. أو شيء من فراغ في دوحة الخليج يدورونه مرة أخرى في الزوايا التي ظنوا أنهم يستطيعون إحداث ثقب آخر في جدار الأزمة السورية التي أظهرت حقيقتهم وقصمت ظهورهم و مست عقولهم..
فكانت طاولة قمة المستعربين و المنتفعين والخائفين طاولة في دوحة لا تشبه الطاولات لافي شكل ولا حجم الطاولة السورية الحقيقية، وقاعة لا تشبه القاعات التي يزينها الحضور السوري باستمرار و على الدوام، ولا ديكوراً يشبه الديكورات من فن التصميم السوري، فالبناء هنا يختلف في تفاصيله وخصوصيته عن كل أبراج مربعات جزر الرمل والنفط وملاهي العاهرات.
فالمقعد السوري الذي حسبوه فارغا اليوم كما شاهدوا في أوهامهم وسرابهم و خيالات أوغادهم من خونة وعملاء ومأجورين.
موت الضمير
في الأمس تسارع بعض الأقزام العرب يريدون عقد مجلس عزاء على الطريقة الصهيونية لموت الضمير العربي، الشرف العربي، الكرامة وحتى اللغة التي يصعب عليهم لفظها بالفصحى..
فاصطحبوا قواميس لايفهم حروفها و معانيها إلا ألسنة ما نطقت يوماً ببلاغة معنى، ولا جهرت بقول بيان، فطلاسم حروق التآمر على سورية العربية تحتاج إلى أنابيب وخيطان و معامل عبوات و متفجرات، لأنهم ما عرفوا من الجمال يوماً عذوبته و لا من الشرف عفته و لا من الأدب حياه ولا من الكرم شهامته..
هم فقط أشباه وأشباه مغموسون بفعل الرذيلة و الجريمة مفلشون بضخامة الجثمان والجيوب و الدينار.
فهنيئاً لكم بطاولة حضيض النعيق المستعرب في القماء العربي.
وهنيئا لسورية علو البنيان
في العلم و الصبر و الإيمان
فأطفالها كبار و كبارها عظام وهي من تمتلك مفتاح القمم
وعلى قدر أهل الرجولة والحق
تهل البشائر ويهل الانتصار.