وتألفت الفرقة من مجموعة من المنشدين، بعضهم من بقايا رابطة المنشدين التي طوي ذكرها برحيل حمزة شكور، وبعضهم من فرق أخرى، ومن فرقة موسيقية بإدارة ضارب الإيقاع جمال السقا.
ولأن الأمسية هي الأولى للفرقة، وهي بمثابة حفل تجريبي، فلابد من الوقوف عند بعض الملاحظات التي يجب تفاديها في الحفلات القادمة، إذا ماأريد للفرقة الانطلاقة الصحيحة.
وأولى الملاحظات وأهمها طول وقت الحفلة زمنياً. فقد استغرقت ساعتين ونصف بالتمام والكمال. ما أصاب الجمهور بالملل، وأخذ بالانسحاب قبل نهاية الحفلة بنصف ساعة على الأقل. ويجب آلا تتجاوز أي حفلة الساعة والنصف على أبعد تقدير.
وسبب طول البرنامج عدة أمور. فقد عزفت الفرقة الموسيقة خلال الحفلة ثلاث سماعيات ودولاب، وكلها أعمال موسيقية آلية (دون غناء)، استغرقت نحو نصف ساعة من البرنامج. وكان يمكن الاكتفاء بسماعي واحد في بداية الحفلة، حسب تقاليد الحفلات العربية. فالسماعيات كلها متشابهة، وتكرارها سبب الملل للجمهور.
وثانياً: قدم جميع عازفي الفرقة تقاسيم وارتجالات على آلاتهم، باستثناء ضاربي الإيقاع وعازف الكونترباص. أي إننا استمعنا إلى سبعة ارتجالات استغرقت أيضاً نحو نصف ساعة، والأصول أن يقدم أمهر عازف أو عازفين فقط ارتجالاتهم لاأن تكون القضية محاصصة بين العازفين. ومازاد طول الحفلة الكلمة الطويلة التي أتحفنا بها عريف الحفل الصديق علاء الدين الأيوبي. وإذا كانت هذه المقدمة ضرورية تلفزيونياً لأن الحفلة مسجلة لصالح قناة نور الشام، فيمكن تقديمها في الاستديو قبل تقديم الحفلة على الشاشة.
والبرنامج المطبوع الذي وزع على الجمهور، لم يذكر فيه أسماء ملحني الأناشيد الدينية. فلم يذكر على سبيل المثال أن (إلاهنا ماأعدلك) و(صلوا على خير الأنام) تلحين صبري مدلل، و(يارسول الله يامن) تلحين مسلم البيطار. وهذا حق للملحنين وتثقيف للجمهور.
الملاحظة المهمة الأخرى هي اقحام المولوية بشكل اعتباطي مع الانشاد الديني وحتى الغناء الطربي، وكأنه رقص شعبي. فالمولوية طريقة صوفية لها تقاليدها وإنشاداتها وإيقاعاتها الخاصة بها، وليست (موضة) ولاتقليعة. وأفضل من قدم لوحة المولوية بتقاليدها فرقة أمية. وفرقة صبري مدلل. وفي الحفلة شاهدنا المولوية مع أناشيد دينية ذات إيقاعات لاعلاقة لها بالمولوية. لذلك كان منفذو المولوية في واد والفرقة في واد آخر. وقدمت المولوية مع فاصل (اسق العطاش) والقدود الحلبية الطربية، فهل هذا معقول؟؟