تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسابيع ثقافية

رؤيـــــــة
الثلاثاء 13-2-2018
فاتن دعبول

ليس جديدا على ساحتنا الثقافية استضافتها لأسابيع ثقافية للعديد من الدول العربية أو الأوروبية، فكثيرا مااحتفت سورية بثقافات الشعوب ضمن ماأطلق عليه اصطلاحا «الأسابيع الثقافية»

لإيمانها بأن الثقافة هي واحدة من العوامل الأساس التي تخلق نوعا من الحوار الحضاري والتفاعل بين الثقافات ونشر قيم الخير والحب والجمال.‏

وقد كان لليوم الثقافي الإيراني الذي شهدنا فعالياته منذ أيام قليلة على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون أصداؤه على المشهد الثقافي في اطلاع الجمهور على الإنجازات الثقافية من فنون الغناء والموسيقا والرسم والمنمنمات، مايخلق نوعا من التقارب بين الشعبين عبر الانفتاح على ثقافات ربما تجمعنا معها وشائج قربى تأخذنا إلى بناء جسور من التعاون على صعيد تبادل الخبرات في سبيل التطور والبناء.‏

وبما أن الثقافة هي الأقدر على رأب الصدع بين الشعوب، والأنجع في إصلاح ماتفسده السياسة، لابد أن نعيد لهذه الأسابيع الثقافية ألقها، فلطالما كانت سورية محطة ثقافية هامة تستقطب ثقافات الشعوب، وتبني جسورا للتواصل فيما بينها، لتفتح آفاقا جديدة من العلاقات الإنسانية والثقافية والاجتماعية، وربما تمتد إلى عالم المال والأعمال والاقتصاد.‏

واليوم إذ نواجه حربا ثقافية بامتياز تستهدف هويتنا وتراثنا وآثارنا، نجد من الأهمية بمكان إعادة هذا الألق للأسابيع الثقافية للتعريف بثقافتنا وحضارتنا التي تمتد في عراقتها لآلاف من السنين، وإظهار حقيقة مايجري من تشويه للثقافة العربية، عبر نشاطات وندوات وفعاليات في غير دولة وغير منبر حر، وتفعيل دور سفاراتنا في العالم لمواجهة التحديات والتضليل الإعلامي الذي يستهدف ثقافتنا ويغزو نسيجنا الاجتماعي.‏

ومن الإنصاف أن نعرج على دور معارض الكتاب التي تحط رحالها في غير مكان، ودور الدراما والسينما السورية التي استطاعت رغم الحصار أن تتجاوز حدود الوطن وتحصد الجوائز العديدة، لتقدم حضارتنا بأنصع الصور التي تليق بالمبدع والفنان السوري، ولكن الجهود تظل قاصرة إن لم تتكامل جميعها في خطة وطنية مستدامة للوصول إلى علاقات ثقافية ترتقي بالشعوب وتبني أواصر المحبة والسلام وقبول الآخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية