تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ارتساماتها سورية .. قواعد الاشتباك تحددها خطوات الجيش ...و«إسرائيل» تعيد رسم خطوط عدوانيتها

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 13-2-2018
قد تختلف المواقف الدولية والإقليمية المعادية لسورية برؤاها وتوصيفاتها لمشهد الانجاز السوري الكبير على امتداد الجغرافيا السورية ,

‏‏

وربما تتباين بين مصدق مذهول وقلق مستاء ولكنها جميعها تصب في محصلة اعتراف الاذعان ولو كان ضمنياً بان الجيش العربي السوري قلب معادلات المواجهة في الميدان رافعا باقتدار راية التصدي للإرهاب ولأي عدوان يستهدف سورية ارضا وشعبا وجيشا.‏‏

خارطة جديدة رسمتها دفاعات الجيش السوري التي اسقطت الطائرة الاسرائيلية فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة وقلبت فيها معادلات غطرسة القوة الصهيونية راساً على عقب و احدث فيها الرد السوري منعطفاً استراتيجياً في توازنات القوة وانتقالاً مفصلياً الى الردع الحازم وتحولاً تاريخيا في الصراع العربي مع الكيان الصهيوني الذي سقطت كل رهاناته وترهاته على تفوقه العسكري والتكنولوجي ليخرج مهزوماً يلملم خساراته وليبقى محور المقاومة صامداً شامخاً تتكسر على عتباته المخططات الاستعمارية ؛ فما حصل هو انتصار لنهج المقاومة على نهج الخنوع والتسويات وفوز الصمود والثبات على مفهوم الانبطاح والاستسلام.‏‏

فإسقاط طائرة إف 16 «فخر الصناعة الأمريكية» بنيران سورية بعد أكثر من سبع سنوات من حرب شرسة استهدفت الدولة والجيش السوري شكل صدمة لكيان الاحتلال الذي كان يروج للجميع بأن سورية أصبحت دولة هشة لا يمكنها الهجوم أو المباغتة ولا حتى الدفاع عن اراضيها إلى أن جاء الرد مدويا خرق صميم العنجهية الصهيونية.‏‏

دمشق وجهت رسائل تحذيرها اولاً لرعاة الارهاب الدوليين والاقليميين و لكل من يفكر بالتعدي على الارض السورية ولكل واهم بالتقسيم والتجزئة بأن أي اعتداء جديد على سورية سيواجه رداً عنيفاً وثانيا للأدوات الارهابية على التراب السوري ان مصيرها الاندحار لا محالة فالقرار السوري بالحسم والتصدي والتحرير لا رجعة فيه.‏‏

حتى الأمس القريب كان العدو الصهيوني يتغنى بقبته الحديدية وبوهم سلاحه الجوي الذي اردته الدفاعات الجوية السورية حطاماً وادخلته الى مهزلة التاريخ، فالرد السوري لم يرسم خريطة المنطقة فقط بل العالم باجمعه والذي ينتظر فجراً جديداً يقوده النصر السوري، ليطفو على وجه اعلام العدو تعابير المفاجأة و الصدمة التي انعكست في التقارير الاعلامية، فلم تخف وتيرة الارتباك بل تصاعدت مع الكشف عن مزيد من المعلومات التي تثبت مدى وهن كيان الاحتلال، فهل قرر العدو الصهيوني حرق بعض اوراقه في الجنوب السوري التي انهارت ولم يعد امامها سوى استجداء التسوية من الدولة السورية في موازاة ذلك يشهد «غصن الزيتون» أسوأ ايامه منذ بدء عدوانه على عفرين والتي بدأت تتكسر أغصانه بمزيد من الخسائر والانهزامات، مع قضاء الجيش العربي السوري على مزيد من التنظيمات الارهابية في طريق تحريره كل شبر من الاراضي السورية من الارهاب.‏‏

تداعيات اسقاط طائرة للعدو الصهيوني لم تقف عند حدود العاشر من شباط والذي سطر معه تاريخاً مشرفاً يضاف لانجازات الجيش العربي السوري ، بل أسس معادلة وقواعد اشتباك مغايرة ومختلفة عما كان قبله، وبعيداً عن الدعاية الإسرائيلية التي حاولت، ولا يزال التشويش على مشهد الانجاز السوري الامر الذي سلطت الضوء عليه المحطات «الاسرائيلية» حين نقلت شهادة مسربة للطيارين اللذين قفزا هربا من الطائرة قبل تحطمها،ونقلت قناة « هادتشوت نيوز» أنه لم يتوفر لديهما الوقت للتفكير قبل أن يقفزا من ارتفاع أكثر من 4 كيلومترات قبيل تحطم الطائرة، فيما كشفت بعض التقارير عن طائرة اخرى تمكنت من الهرب من صاروخ مضاد أطلقته الدفاعات السورية.‏‏

ازال إسقاط الطائرة هالة «اسرائيل» التي حاولت عبر زمن احتلالها تصنيعها، وزعزع قدرتها الردعية التي طالما تغنت بها، كما ان الدولة السورية لم تقف عند حدود اسقاطها بل توجهت بالتهديد والوعيد لكل من يفكر بالاعتداء على وحدة الارض السورية أو النفخ في مشاريع التقسيم والفدرلة والنيل من وحدة الشعب السوري والدولة والجيش العربي السوري، لذا سيكون رد دمشق بالتصدي لكل هذه المشاريع كما كان الرد بتحطيم العاصفة «الاسرائيلية».‏‏

ورغم أن «اسرائيل» تحصل من اميركا على غدق تسليحي عسكري هائل مقدر بـ 5 مليارات و500 مليون دولار، الا أن صفعة الطائرة دفعت بالعدو الصهيوني الى اطلاق تصريحات تحاول بها رأب صدع خسارتها، ولسان حالها ضد اول صديق لها لتعلن انتهاء زمن الهيمنة والتفرد الاميركي الذي حاولت فرضه، فلم تعد تستطيع واشنطن أن تستعرض بلطجتها البلهوانية، فقد اعتبر نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال للشؤون الدبلوماسية مايكل أورن، أن أمريكا لم تعد لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، ولم تعد تملك أي نفوذ تقريباً في سورية لذا هي « خارج اللعبة»، وعليه نشر موقع «بلومبرغ» تقريرا نقل فيه أراء بعض محللي العدو بأنهم يبحثون عن مظلة اميركية اكبر في سورية حسب زعمهم عبر تكثيف الدور الاميركي على الاراضي السورية، بيد أن واشنطن لن تستطيع تحقيق هذه الامنية «لاسرائيل» كونها لم تحصد سوى الهزائم من كل مشاريعها الاستعمارية ومحاولة انشاء كيانات انفصالية تحارب بها الدولة السورية، وهو ماتدركه روسيا فالأدلة والبراهين التي تثبت فشل المشروع الاميركي على الاراضي السورية باتت كثيرة مع انهيار وتلاشي معظم الادوات الارهابية التي قادتها واشنطن، لذا تستمر بالنفخ في قرب اكل الوقت عليها وشرب، والتي لم يكن مبتغاها منها سوى تعطيل الحلول السياسية والوقوف في وجه تقدم الجيش العربي السوري، والتي فشلت فيه ايضاً .‏‏

في ظل هذه الانكسارات والهزائم التي دفعت «باسرائيل» لاستجداء وساطة اميركية وروسية لإيقاف التصعيد بعد اسقاط طائرتها وتحطيم وهم تفوقها، بدأ العدو الصهيوني بتجميع قواته على الحدود الشمالية من سورية استعداداً لأي خطوة قادمة، وفقاً لما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» ، فمعادلة الردع التي فرضتها الدولة السورية والتهديد الذي أطلقته دمشق اربك كيان الاحتلال وباتوا يبحثون عن مخارج من ضمنها حفظ ماء وجه اريق سورياً .‏‏

الخطط «الاسرائيلية» العدوانية لم تقف عند الحدود الشمالية لسورية بل تتغلغل في الجنوب حيث ترعى « اسرائيل» حالياً اقتتال التنظيمات الارهابية لمنعها من الدخول في تسوية مع الدولة السورية لإنهاء الوجود الارهابي من المنطقة ، حيث سربت بعض المواقع الاعلامية وثيقة داخلية خاصة بفصائل مايسمى «الجيش الحر» و»هيئة تحرير الشام ـ النصرة» في درعا، في الوقت الذي تشهد محافظة درعا اقتتالا بين عناصر تابعة لبعض التنظيمات الارهابية الموجودة في المنطقة بين من يريد الدخول في تسوية مع الدولة السورية وبين من يرفض، ويجري الخلاف بين طرفين آخرين الأول محسوب على «النصرة» والثاني محسوب على مشيخة الإمارات العربية المتحدة ويحمل شعار مايسمى «الجيش الحر»، ويحظى الطرفان بدعم «إسرائيلي» كبير، كان آخره قبل أيام عندما فتحت «إسرائيل» المعابر لمعالجة جرحى التنظيمات الارهابية في المشافي الإسرائيلية أثناء الاقتتال الذي حصل بين بعض الفصائل، والذين هللوا للعدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية، بل ساعدوا «اسرائيل» على تحديد بعض المواقع بغية استهدافها وهو مايضيف فصلاً جديداً من التآمر والعمالة «للمعارضة» التي تقف خلف هذه التنظيمات» خاصة أن بعضهم كان قبل فترة في زيارة لكيان الاحتلال وارتمى في احضان عمالته، وهو ما أكده أيضاً موقع «تايمز اوف اسرائيل».‏‏

أغصان أردوغان تتكسر في عفرين‏‏

في الوقت الذي طغى فيه اسقاط الطائرة الاسرائيلية على المشهد السوري، كانت أغصان اردوغان تتكسر في عفرين مع ارتفاع الخسائر التي لحقت به بين طائرات ودبابات وجنود، ليشهد اليومين الماضيين اقسى ايامه، وهو مادفع برئيس النظام التركي الى زيادة التعزيزات العسكرية لتصعيد العدوان، لتقوم «جبهة النصرة» برأب صدع سيدها وتسليم بعض النقاط التي تتمركز فيها في ادلب للقوات التركية الغازية وفقاً لبعض التسريبات التي تحدثت عنها المواقع التابعة لهذه التنظيمات، بالتوازي مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، للعاصمة التركية تمهيداً لوصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى أنقرة.‏‏

وبعيداً عن الشمال السوري صد الجيش العربي السوري هجوماً للتنظيمات الارهابية غرب منطقة سلمية في ريف حماة الجنوبي، وقضى على تنظيم مايسمى «جيش العزة» على محور بلدة اللطامنة في الريف الشمالي.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية