نخافُ من كلّ مجهولٍ فلا نثِقُ
الحربُ والجوع والبارودُ يا جسدًا
قبلَ المسيرِ، كواهُ الهم والرّهقُ
أملى بكائيّةَ الأرضِ التي احترقتْ
وشابَ والأرضُ لم يثبتْ بها رمقُ
موشّحٌ تعبَ الأيام، جبهتهُ
ما زالَ يعبر في وديانها العرقُ
عليه من كل حربٍ ما على وطنٍ
من الجراحِ.. وفيه الضوء والغسقُ
له نقيضانِ من منفى ومن بلدٍ
وفيه ألفُ بعيدٍ ليس يتفقُ
مدجّجٌ بانكسارِ العقلِ ما تركتْ
هذي الصراعات ديناً ما فيعتنقُ
ما لي بكل قوانينِ الحياةِ هوى
ولا معايير تحدوني ولا نسقُ
**
لكلِّ ركنٍ قديمٍ في البلادِ، لنا
لمنْ تُرَبّي يداها أمسَنا الخَشِنا
لواقِفَينِ على ساقٍ مهدّدةٍ
يرتّبانِ زمانًا بعد ما اتّزنا
لصاعدٍ نازفٍ للهِ لابنِ يدٍ
لم تقترفْ خطأً لم تتخذْ وطَنا
لناظرٍ قبلَ ميعادِ الشروقِ، إلى
بوابة الليلِ، لكن ما طلعتُ أنا
لدمعنا حينَ صلّى في محاجرنا
لطائرٍ كسّر الأوزان والفنَنا
صفْ أيّها الكونُ ماهيّاتِ من وقفوا
على الضمير وقوفًا هازئا نتِـنَا
فليس عقلًا ولا معنًى ولا شبهًا
ولا اعتزالًا ولا موتًا ولا حزنا
هل تتركينَ لأشيائي فمًا رطبًا
أم تتركينَ لأحداقي ولي وسَنا؟
نامتْ حماماتُ هذا الحيِّ فانتظري
غدًا تغصُّ ظلالُ الأغنياتِ بنا...