تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام.. أفق الرواية

ملحق ثقافي
2018/1/13
عقبة زيدان

منذ تلك اللحظة التي صدرت فيها رواية «مائة عام من العزلة»، وقعت الرواية العالمية في مأزق كبير، لأن هذا العمل الكبير والمذهل أحدث صدمة لدى الشعراء والروائيين والمفكرين،

وتساءلوا عن إمكانية تجاوز هذه المعجزة النثرية إبداعياً. هذه المعجزة فتحت أفقاً جديداً للفن الروائي، ما دفع الروائيين في أوروبا – المختالة بفنها الروائي – إلى الاعتراف بتفوق هذه الرواية، ورفعوا لماركيز قبعاتهم احتراماً.‏

في الواقع، لقد تغيرت الرواية العالمية، منذ تلك اللحظة، وأصبح ينظر إلى أي عمل لا يحمل طاقة إبداعية كبيرة، عملاً متواضعاً. ولكن هذا لم يحبط عدداً كبيراً من الروائيين في الغرب والأمريكيتين من متابعة إنتاجهم، ولكن بحميمية جديدة. ولم يحالف الحظ كثيرين ممن حاولوا محاكاة هذا العمل، فجاء الاستنساخ باهتاً وغير مجد.‏

حتى ماركيز نفسه تأثر بالمديح الإعلامي، ووجد نفسه غير قادر على تقديم عمل آخر بالقوة نفسها. وجاءت أعماله التالية – رغم جودتها وجماليتها – أقل مستوى من «مائة عام من العزلة». وحين أراد أن يقلد الرواية العزيزة على قلبه، أي «بيت الجميلات النائمات» للياباني ياسوناري كواباتا، فشل فشلاً ذريعاً، رغم معرفته أن عمله المستنسخ «ذاكرة غانياتي الحزينات» لا يمكنه أن ينجح ولو جزئياً. وكأنه كان مضطراً – تحت ضغط هوسه بعمل كاواباتا – إلى أن ينتج عملاً يشبهه.‏

في الحقيقة لم تستطع رواية إلى الآن أن تقترب من «مائة عام من العزلة»، وكأنها قد وصلت إلى قمة الفن الروائي – مؤقتاً ولزمن غير معلوم – ولم تنافسها على مكانتها أية رواية إلى الآن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية