نظام للأسف يفتقد أبسط قواعد النظام في جامعة "عربية" الاسم عبرية الهوى تجردت من عباءتها العربية ولبست الثوب الأميركي الفاضح، نظام "عربي" عجزت قممه السابقة عن تحقيق رد العدوان الإسرائيلي الوحشي عن الشعب الفلسطيني المحاصر ، هذا هو النظام الذي يجتمع في الدوحة ليؤكد المثل القائل تمخض النيل عن بعوضة والجبل عن فأر، ليعطي مقعد سورية في الجامعة لائتلاف مسخ.
حيث لا تزال الجامعة "العربية" وبعد عامين ونيف على الأزمة في سورية، تقف في المكان نفسه الذي تطلق من خلاله نيران الحقد على الشعب السوري، نتيجة سيطرة بعض دويلات الخليج الناشئة على القرار العربي في تلك المنظمة التي لم تف بالتزاماتها يوماً تجاه قضايا العرب المصيرية، وبدلاً من أن تكون لهؤلاء عوناً على حل مشكلاتهم ومآسيهم التي يواجهونها، كانت عبئاً يثقل كاهلهم، وأكبر مثال على ذلك الموقف الهدّام الذي وقفته تلك المنظمة والدور السلبي الذي لعبته لمفاقمة الأوضاع وزيادة الطين بلّة، في الوقت الذي كان يجب عليها أن تحرص على الحوار السياسي والحفاظ على سيادة دولة مؤسسة وعضو مهم فيها، حيث فضّل السواد الأعظم من أعضائها الانضواء تحت العباءة الأميركية والاسرائيلية تاركين السوريين لأقدارهم.
ولكي لا نهضم بعض الدول العربية الهوية والوجدان في تلك المنظمة حقها، وجب القول إن تحت قبة الجامعة دول لا تزال تحرص على عروبتها وقوميتها، وتصر على رفض مشاريع التقسيم والهيمنة التي تريدها الدول الغربية والاستعمارية، لقناعتها أن ما يحاك لسورية لن تكون ارتداداته السلبية فقط عليهم، إنما سيحصد نتائجه السيئة العرب جميعهم.
العراق وغيره من الدول العربية التي حرصت منذ بداية الأحداث على أن حرية القرار السياسي والمصيري هو حق مكتسب للسوريين، وهم وحدهم من يقررون مصيرهم بأنفسهم، حيث جدد العراق موقفه المتمثل بدعم الحل السياسي للأزمة في سورية وبأيدي السوريين أنفسهم ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية.
وقال نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي في كلمة بلاده خلال افتتاح أعمال قمة الجامعة العربية بالدوحة "لا يفوتني هنا التذكير بموقف العراق الثابت من الأزمة في سورية والمتمثل بدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري وتبني الحل السياسي والسلمي للأزمة على أن يكون بأيد سورية ورفض التدخل الأجنبي ونؤكد دعمنا الكامل لجهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الرامية لحل الأزمة في سورية سلميا".
وما قاله نائب الرئيس العراقي يؤكد أن حل الأزمة في سورية يجب ألا يخرج عن الإطار السياسي لكونه عاملاً مهماً بحقن دماء السوريين وتجنيبهم الدخول في نفق أكثر ظلاماً من النفق الذي أراده لهم عربان الخليج وأسيادهم في البيت الأبيض وقصر الإليزيه ، ولكون الوضع على الأرض تواصل حسمه القوات المسلحة الباسلة التي تلاحق فلول الإرهابيين والميليشيات الخليجية والتركية وتقضي عليهم في كل مكان، ويجب أن يكون الحل السياسي متمماً لمهمتهم الوطنية.
وذكر الخزاعي بمضمون المادة 8 من ميثاق الجامعة العربية التي تنص على احترام كل دولة من الدول المشاركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول وتتعهد بألا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها.
وكان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أكد أمس أن قرار منح مقعد سورية في الجامعة العربية لـ"ائتلاف الدوحة" هو خرق قانوني لميثاق الجامعة نفسها وسابقة مشيراً إلى تحفظ العراق على هذا القرار.
وقدم الخزاعي خلال كلمته جملة اقتراحات باسم العراق إلى اجتماع الجامعة ابرزها إقامة مؤتمر لنصرة مدينة القدس وأهلها الصامدين في مواجهة العدوان الإسرائيلي على المقدسات وخاصة المسجد الأقصى اضافة الى عقد مؤتمر للمانحين العرب للعمل على القضاء على الفقر في الدول العربية.
واقتراح الخزاعي بإقامة مؤتمر لنصرة القدس، يؤكد أن ثمة أخطاراً تحدق بالعرب ويجب مواجهتها بدل التآمر والالتفاف على الحقوق العربية بحجج واهية وغير مقنعة، بدل إعطاء مقعد سورية في الجامعة لائتلاف صنع وعلب في الخارج لتقديمه وجبة جاهزة للسوريين.
وتأكيداً للموقف العراقي في القمة دعا النائب اللبناني عاصم قانصوه الرئيس اللبناني ميشال سليمان والوفد المرافق له إلى الانسحاب الفوري من أعمال القمة العربية في الدوحة احتجاجاً على حضور "المعارضة السورية" في القمة العربية.
وأوضح قانصوه في بيان تلقت سانا نسخة منه إنه يطالب الرئيس سليمان والوفد المرافق له بالانسحاب الفوري من القمة العربية احتجاجا على حضور "المعارضة السورية" وجلوسها مكان الحكومة الشرعية في سورية وذلك تطبيقا لمبدأ سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية.
مقابل الموقفين العراقي واللبناني يقف الأمير المنقلب على أبيه أمير دويلة قطر، حمد بن خليفة آل ثاني وبعد إنهاء خزاعي كلمته ليلقي بدوره كلمة يفترض أن تكون افتتاحية لعمل عربي مشترك وليس لينفث سمه الذي اختزنه في قلب حالك أسود سواد الليل مدّعياً الحرص على حقوق السوريين ووحدتهم أرضاً وشعباً، في الوقت الذي يزود فيه إرهابييه بالمال والسلاح والمرتزقة، ولم يوفر جهداً بإرسال القنابل والمتفجرات لسفك الدماء، ويستقطب من أولئك من أقطاب العالم، والغريب في الأمر أنه يتحدث عن الحل السياسي لظنه أن الكذب والنفاق التي يبطن فيه تصريحاته تنطلي على السوريين، متحدثاً عن الإصلاح والديمقراطية وهو أبعد ما يكون عنهما.
أمير الخيانة تطرق الى دعم قطر لتطوير واصلاح الجامعة العربية لتلبي مقتضيات المرحلة، موضحا انه من الضروري تثبيت مبدأ الاغلبية بدل الاجماع في قرارات الجامعة العربية، وهل يريد للجامعة إصلاحاً أكثر من ذلك بعد أن حولها لمجلس للتآمر على العرب بهدف تقسيم الوطن العربي إلى كيانات تشبه دولته القزم.
والمضحك في الأمر وفي هذه القمة أن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أكد دعم جهود المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي لحل الازمة السورية وشدد على ضرورة الحل السلمي للازمة، وهو يُجلس إلى جانبه ممثلاً لا يعرف عن سورية والسوريين أكثر مما سوقه له حمد بن خليفة على قنوات سفك الدم السوري.
فأمين الجامعة العربية أمعن في التعدي على حق الشعب السوري في اختيار ممثله ومضى في خرق واضح لميثاق جامعته المؤتمن على ميثاقها والمسلوبة من إمارات النفط متجاهلاً أن الشعب السوري بأغلبيته أعلن مراراً رفضه للفكر المتطرف الذي يجسده ائتلاف الدوحة المستولد في إمارة العار من خلال دعمه المباشر للإرهاب الذي يحصد أرواح السوريين الأبرياء يوميا.
ولم تفلح محاولات العربي بإقناع أحد من المتابعين في ادعاء دعم الحل السلمي والسياسي كطريق لحل الأزمة في سورية أمام مواصلته الرضوخ لرغبة أسياده سالبي الجامعة في طلب التدخل الخارجي في سورية فرغم أنه حاول التأكيد انهيار التسوية السياسية للازمة السورية يجب التمسك به ورأى أن خطوات باتجاه الحل السياسي لابد أن تحظى بالأولوية في جهودنا الدولية إلا أنه عاد ليعاتب مجلس الأمن الدولي لعدم إصداره قرار يجيز التدخل في سورية قائلا إن مسؤولية الإخفاق في فرض الحل السياسي للازمة تعود لعجز مجلس الأمن عن اتخاذ القرار اللازم لوقف نزيف الدم.
أما رئيس ائتلاف الدوحة المستقيل والقادم بطائرة قطرية من القاهرة معاذ الخطيب ما كتبه أمراء النفط وحكومة الباب العالي في تركيا بتوجيه من أسيادهم محاضرة مدججة بالمواعظ الخالية من مضامينها سوى من ادعاء الجنوح للحل السياسي للازمة في سورية تارة والمطالبة بالتدخل العسكري تارة أخرى.
ولم يخجل الخطيب في إعلان ولائه لسيده الأمريكي واستجدائه تدخل الناتو نصب صواريخ الباتريوت على حدود سورية الشمالية وقال انه دعا خلال اجتماعه مؤخرا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمد نطاق مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري وانه وعد بدراسة الموضوع ومازلنا ننتظر قرارا من الناتو.
ولم ينس الخطيب إبداء الإعجاب بتجربة الناتو في ليبيا تلك التجربة التي أنتجت بلداً مدمراً واقتصاداً منهاراً وفوضى سلاح إضافة إلى آلاف الشهداء تحت زعم تحقيق الديمقراطية.
من جانبه وزير خارجية حكومة العدالة والتنمية التركية أحمد داود أوغلو الذي استدعي على عجل لإلقاء كلمة خلال الاجتماع اثنى على دور شركائه في غرفة عمليات قتل السوريين من أعضاء الجامعة لجهة تجميد عضوية سورية فيها وقرصنة المقعد وشغله من قبل ائتلاف الدوحة معلنا ترحيبه الشديد بهذه الخطوة.
وبعد اتمام مؤامرة الانقلاب على ميثاق الجامعة العربية يوجه أوغلو وشركاؤه في المؤامرة على سورية نحو تنفيذ نفس الخطة في الأمم المتحدة مؤكدا ان حكومته ستعمل مع أعضاء الجامعة من اجل ان يكون لائتلاف الدوحة مكان في الأمم المتحدة. وعلى هذا المنوال صيغت بقية كلمات الوفود المسماة عربية وإسلامية حيث تضمنت نفس العناوين السابقة من ادعاء الوصاية على الشعب السوري والدفاع عن مظلوميته متناسين ان هذا الشعب اكثر ما يعانيه هو جور العرب وتآمرهم عليه ولسان حاله يقول لهذه الجامعة المسماة عربية كفاك ايغالا بسفك الدم السوري وتحدثا باسمه فسورية تدرك تماما ان أولئك المتآمرين عليها من الأعراب وغيرهم هم المارقون من هذا التاريخ الذي سيسجل عمالتهم بأحرف سود وسيسجل نصرا لسورية ولجيشها المقدام الذي يمضى قدما في مهمته الوطنية بالقضاء على الإرهاب ويحشر داعميه في الدرك الأسفل.
مجريات الأحداث حتى اليوم تدل أن ما يخطط للسوريين أخطر مما يتصوره ملك صاعد إلى سدة الحكم على غفلة من أمر الشعوب، أو أمير أطاح بوالده ليركب الكرسي، وراحوا يخططون للإيقاع بإخوانهم في شرك التآمر الأميركي والصهيوني، وما يفعلونه ضد سورية أكبر مثال على ذلك، إذ إنهم يريدونها تابعاً شبيهاً يعكس حالهم وذلهم وتذللهم لسيدهم الغربي.
إذاً يجتمع العرب في الدوحة لتكريس الانقسام وتجزئة المجزأ، والجميع يعلم أن ما تتعرض له سورية من تدخل خارجي ودعم للمجموعات الإرهابية المسلحة من جنسيات مختلفة بدعم تركي قطري أميركي غربي متمثل في فرنسا وبريطانيا يهدف إلى تدمير الدولة السورية لصالح مشاريع اقتصادية واستعمارية تهدف لضرب روح المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الاميركية لدى الشعوب العربية وإخضاع الدول والشعوب العربية للهيمنة الامريكية الصهيونية تحت الشعارات البراقة لثورات ما يسمى بالربيع العربي.
سليمان: لبنان ينأى بنفسه
عن القرار الخاص بسورية
من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان مجددا أن لبنان مازال يأمل في أن تنجح الجهود الدبلوماسية بوقف دوامة العنف وبلورة حل سياسي متوافق عليه من كل الاطراف يحفظ وحدة سورية وحقوق ابنائها وكل مكونات شعبها بعيدا عن التطرف والتشرذم.
وقال سليمان خلال الجلسة المسائية الختامية لقمة العرب في الدوحة: ان فرقاء هيئة الحوار اللبناني توافقوا فيما عرف باعلان بعبدا على تجنيب لبنان التداعيات السلبية الممكنة للازمة السورية وتحييده عن الصراعات الاقليمية والدولية وعن سياسة المحاور وحظي بتأييد دولي وعربي واسع.. ونحن من هذا المنطلق ننأى بأنفسنا عن القرار الخاص بسورية.
عباس: نرفض التدخل بشؤون
الدول المضيفة للاجئين
من جهته تمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بموقف فلسطين الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين وقال: ان سياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة ولغيرها أيضا.. مؤكدين في ذات الوقت بأننا لسنا طرفا في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك ويكفينا ما لدينا من صراع ونزاع مع الاسرائيليين.
واعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن الحوار بين الفرقاء السياسيين السوريين يشكل أفضل مقاربة لوضع حد لسفك الدم السوري والمحافظة على تماسك المجتمع والكيان الوطني السوري.
الجزائر: نؤكد الحفاظ
على وحدة وسيادة سورية
بدوره أكد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال قناعة الجزائر الراسخة في حق الشعب السوري بتقرير مصيره بعيدا عن أي تدخل في شؤونه الداخلية: وقال الجزائر تحترم ارادة الشعب السوري وتؤكد ضرورة الحفاظ على وحدته وسلامة أرضه وصون سيادته بما يكفل تحقيق طموحاته المشروعة في الحرية والديمقراطية.
مرسي يدعي حرصه
على الشعب السوري
وافتتح الرئيس المصري محمد مرسي المطبخ القطري المسائي حيث تعد ولائم سياسية تفوح منها رائحة النفط والدم بغطاء عسكري تؤمنه قواعد أمريكا في بحر الخليج وجلس مرسي متأملا على شاطئ ما سماه بحر الدماء في سورية دون أن يرى أي أفق للانقاذ وهو الذي بات معروفا أنه لا يرى حتى ما يجري أمام قصر الاتحادية من سحل للمواطنين المصريين واعتداء عليهم. وادعى مرسي حرصه على ضرورة التوصل إلى حل مناسب وبعبارات حق يراد بها باطل قال: ان مصر ترفض أي تدخل عسكري خارجي لحل الازمة السورية فالشعب السوري قادر على الخروج من هذه المحنة منتصرا وارادته لن تكسر وعلينا اليوم تدارس السبل الكفيلة بدعم الشعب السوري العزيز في الداخل ودعم ممثليه في الخارج وما يتفق عليه الاخوة السوريون على من يمثلهم في جامعة الدول العربية وبدا مرسي أنه لا يسمع أيضا فأصوات السوريين وصلت اقاصي الكرة الارضية بأنهم أصحاب الحق في اختيار من يمثلهم وأنهم يقفون خلف قيادتهم وجيشهم في دحر الارهاب والحفاظ على سورية القوية.
وفي تخبطه المعهود وبعد أن تدخل بشكل فاضح بالشأن الداخلي السوري زعم مرسي أن مصر تقف دائما مع الاشقاء العرب في خندق واحد وتحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة متجاهلا ما فعله وحكومته ازاء الفلسطينيين في قطاع غزة وحصارهم تحت الارض وفوقها.
السعودية تجتر مواقفها وتواصل
حمل راية التدخل الخارجي
ولي عهد السعودية سلمان بن عبد العزيز اجتر مواقف بلاده التي تعبر عن عجزها واعاد حمل راية التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية دون ان ينسى الدعوة لارسال السلاح إلى سورية.
وكرر الولي السعودي مطالبة المجتمع الدولي بانهاء انقسامه وأن يوفر للمعارضة السورية ما تحتاجه من دعم سياسي ومادي.
وادعى الجاهل بكل اصول الديمقراطية وكيف يتم تمثيل الشعوب من خلال صناديق الاقتراع وهو الذي ولد وتربى في نظام ملكي يعد الاكثر انغلاقا وتشددا في العالم أن ائتلاف الدوحة الممثل الشرعي لشعب سورية غير آبه بكل التقارير التي تؤكد انه مجرد اداة بيد قطر وتركيا ومشغلي هاتين الدولتين في العالم الغربي.