وبين القمة الأولى في ييكاتيرينبرغ في روسيا حزيران 2009 والإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، والقمة الخامسة في دوربن بجنوب إفريقيا التي بدأت أعمالها أمس، فرض الحضور السياسي والاقتصادي الواضح لدول المجموعة بعيداً عن القطبية والهيمنة الأحادية حضوره على الساحة الدولية، وكانت لاعبا أساسيا في رسم خريطة جديدة للسياسة الدولية.
محاور عدة، وقضايا شائكة وساخنة على امتداد الخريطة العالمية، ستكون ابرز الملفات المطروحة على طاولة حوار بريكس، فمن تعزيز المصالح الوطنية للدول المشاركة ودعم الأجندة الأفريقية وإعادة تنظيم البنية المالية والسياسية والتجارية على مستوى العالم، إلى البند الأهم المتوقع وهو إنشاء بنك التنمية للمجموعة ، إلى ملف إيران النووي، إلى الأزمة التي تشهدها سورية، حيث يرى مراقبون أن القمة ستجدد التأكيد على المواقف الأساسية التي تبنتها دول المجموعة تجاه الكثير من القضايا الدولية وخصوصا الأزمة في سورية حيث سبق أن أعلنت دولها رفضها القاطع لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للدول وذلك وفقاً للقانون والشرعية الدولية كما ستجدد الدعوة إلى الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الأزمة في سورية.
الأمر ذاته سيكون محور اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ حسبما أعلن يوري أوشاكوف مستشار الرئيس بوتين.
أوشاكوف أوضح خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس أن "مباحثات الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الهندية ستتطرق إلى تطور الأوضاع في أفغانستان خاصة في ضوء انسحاب القوات الدولية منها العام المقبل إضافة إلى الوضع في سورية وستركز على آفاق التعاون اللاحق للعلاقات الروسية الهندية على قاعدة الشراكة الاستراتيجية المتميزة" .
وأكد أوشاكوف أن روسيا والهند تنسقان بشكل وثيق نهجيهما ومواقفهما في مجلس الأمن الدولي وفي مجموعة العشرين التي من المنتظر أن يشارك رئيس الحكومة الهندية في قمتها المزمع عقدها في مطلع أيلول القادم في بطرسبورغ اضافة الى منظمة البريكس ومنظمة شوس وغيرها من الأطر الدولية.
وقال اوشاكوف إن الدول الخمس الاعضاء في المجموعة تؤكد تمسكها بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وتساعد في تعزيز الدور المركزي للأمم المتحدة، وتدعو الى تسوية النزاعات بطرق سياسية ودبلوماسية ولا تقبل بسياسة الضغط بالقوة وتقويض سيادة الدول الأخرى.
القمة التي تنعقد على مدى يومين ستناقش تعزيز المصالح الوطنية للدول المشاركة ودعم الأجندة الأفريقية وإعادة تنظيم البنية المالية والسياسية والتجارية على مستوى العالم وتشمل هذه الأجندة أهدافاً من القمم السابقة إضافة إلى أنها تعكس هدف جنوب أفريقيا المتمثل بتسخير عضويتها في المجموعة لخدمة القارة الأفريقية بأكملها.
وذكر مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أن إنشاء بنك التنمية لمجموعة البريكس يمثل أهم البنود التي ستتم مناقشتها ضمن جدول أعمال القمة.. ورغم أن هذا البند لم يشهد أي تقدم خلال القمم السابقة غير أنه من المتوقع هذه المرة أن يشهد بعض الإنجاز لاسيما بعد قيام وزراء مالية مجموعة البريكس الخمس بإعداد دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع.
وأشارت بعض المصادر إلى أنه من المتوقع أن تضع المجموعة في احتياطيات هذا البنك قسما من احتياطها من العملات والذي يقدر بنحو 4400 مليار دولار لمساعدة اي دولة اذا دعت الحاجة وعدم الاستعانة بصندوق النقد الدولي الذي يضطلع بهذا الدور.
وفي هذا السياق أوضحت جنوب افريقيا التي انضمت إلى المجموعة عام 2010 أنها تتوقع الكثير من هذا البنك لتمويل برنامجها الطموح لإنشاء بنى تحتية ومشاريع تنموية لافريقيا جنوب الصحراء لاستثمار 500 مليار دولار خلال 15 سنة كما سيتم بحث إقامة كابل تحت البحر يسمح بنقل معطيات من البرازيل الى روسيا عبر جنوب افريقيا والهند والصين وهو مشروع تقدر كلفته ب2ر1مليار دولار إضافة إلى مباحثات ثنائية حيث تأمل البرازيل في توقيع اتفاق مع الصين لتتم المبادلات بينهما بالعملات الوطنية وليس بالدولار.
ومن المقرر أن تشهد القمة انطلاق مجلس أعمال "البريكس" الذي كانت روسيا قد تقدمت بفكرة إنشائه خلال القمة الثالثة للمجموعة التي عقدت بالصين في عام2011 ويشمل جدول أعمال القمة أيضا مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإيران وأفغانستان إضافة إلى القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي والأمن الدولي والإقليمي.
يذكر أن مجموعة دول البريكس الأقوى في تاريخ الاقتصاد العالمي وخصوصا أنها تضم نحو 40 بالمئة من سكان العالم وتنتج ربع اجمالي الناتج العالمي وهو ما يؤهلها للعب هذا الدور البارز.