الذي كنا قد تحدثنا عن شعره الحلمنتيشي- مادة خصبة لسخريتنا فقام بمعارضة كل منها بقصيدة حلمنتيشية يسخر فيها من أشخاص أو مواقف وسمى هذه القصائد الساخرة( المشعلقات)
وبداية حسين شفيق المصري مع مشعلقاته كانت لمعلقة طرفة بن العبد التي يقول مطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثمهد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقام الشاعر الحلمنتيشي بمعارضتها بأبيات يسخر فيها من جارة له تملك دكاناً لبيع الفراريج الحية، واسمها زينب، يقول:
لزينب دكان بحارة منجد
تلوح بها أقفاص عيش مقدد
وقوفاً بها صحبي على هزازها
يقولون لا تقطع هزازك واقعد
أنا الرجل الساهي الذي تعرفونه
حويط كجن العطفة المتلبد
ومعلقة عمر بن كلثوم التي مطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشعة كأن الحصن فيها
إذا مالماء خالطها سخينا
هذه المعلقة الرائعة، وجدت أيضاً عند حسين شفيق المصري مادة للسخرية فعارضها بقصيدة يخاطب فيها زوجته، طالباً منها أطايب الطعام حينما يقول:
ألا هبي بصحنك فأطعمينا
ولا تبقي فراخاً أو طجينا
محمرة يتوه الرز فيها
إذا ما السمن خالطها سخينا
فهاتي ما استطعت من الصواني
ولا تنسي السلاطة والطحينة
إذا ما اللحم جاء أمام عيني
فلن أعرف سعاداً من أمينة
وفي نفس المشعلقة يتحدث عن مقلب دبره له أصحابه، حين عزموه لتنازل لحم رأس الخروف في مطعم وبعد انتهاء الطعام غافلوه وهربوا جميعهم من المطعم فاضطر إلى دفع الحساب كاملاً:
ويوماً قد ذهبت إلى أصحابي
وكانوا من الشغل مزوغينا
فقالوا هل تروح لعند حاتي
لنأكل لحم رأس يا أخينا
فقلت لعلها من حسن حظي
إذا كانوا جميعاً معزومينا ولما قد أكلنا كل شيء
ولاد الكلب فروا أجمعينا
وعند الدفع ويحك لا تلسني
فما أدري شمالاً من يمينا