تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عالم خيالي

ساخرة
الخميس 28-3-2013
أكرم الكسيح

توجد لدي عادة لا أدري إن كانت ظاهرة صحية أم العكس وهي أنني استقبل يومي بابتسامة في هذا الزمن الذي كنس معظم مقومات الفرح والابتسامة، لكن حضرتنا يمشي على مبدأ:

من شب على شيء شاب عليه لهذا مازلت مصراً على ممارسة هذه الهواية حتى لو أصبحت الاستثناء وغردت خارج القاعدة وأقصد بها القانون، ومن ثم اصراري هذا يأتي تدريباً وتمريناً لفكرة اتهامي بأنني أعيش خارج السياق وبعيداً عن الواقعية والكلام بسركم العالم الخيالي وعالم الأحلام اتفاعل معه وأحب العيش فيه لأنني اتحكم بشخوصه وطبيعته ومعطياته، فعلى سبيل المثال عندما أريد أن احتسي القهوة لا ينغصني موضوع جرة الغاز فهي في هذا العالم الافتراضي ملأى على الدوام وإن فرغت فبإشارة صغيرة تأتي الأخرى ملأى خلال ثوان استطيع استبدالها بأخرى «خلنج» غير مطعوجة وملأى للشفة وكذلك إذا بردت وانسل الدفء من أوصالي فبطرفة عين أولع المدفأة بحكم أن خزان المازوت مليء للشفة أيضاً حتى إنني استطيع شراء كل حاجيات البيت حتى في الأسبوع الأخير من الشهر كون الفائض من الراتب يغرقني حتى منتصف الشهر الذي يليه.‏

والأهم من ذلك أن كل من حولي في عالمي هذا مبسوط ومرتاح ولا أحد يحسد الآخر أو يسيء إلى من حوله لأنه يخل بشروط دخول هذا العالم تصوروا حتى الكائنات الأخرى تعيش بحرية وسلام وأحياناً أحزن على العصافير والبلابل لأنها لا تقف عن الزقزقة والتغريد لكي تسعد من حولها فأحزن على اجهادها نفسها وكأنها تعمل فوق طاقتها فقط لكي ترى الابتسامة على وجوه الآخرين والأحلى من ذلك أنها تقوم بذلك مجاناً دون مقابل أو صرف تعويض ساعات إضافية.‏

بربكم هذا العالم الافتراضي الذي اخترته لنفسي أليس جديراً بأن يبقى فيه الإنسان بعيداً عن العودة إلى حياتنا اليومية المليئة بالهموم وهل أكون مخطئاً عندما أفضل البقاء هناك، نسيت أن أقول لكم إن أهم شرط من شروط دخول هذا العالم هو الابتعاد عن السياسة وممنوع وجود التلفزيونات والانترنت والموبايلات فهذه وحدها كفيلة أن تجعل هذا العالم خالياً من المنغصات والمزعجات التي لا تعد ولا تحصى فهلموا معي إلى هذا العالم.‏

بعد الأخير‏

أحدهم دعا صديقه إلى مأدبة في بيته وعندما جلس بدأ يصف على الطاولة الصحون البلورية الفارغة والكاسات أيضاً وقال لصديقه: تخيل هذا الصحن فيه لحماً مشوياً وذك سلطة والثالث تبولة وهكذا وهذا الكأس فيه مشروب كذ وذاك مشروب آخر فما كان من الصديق إلا أن قام بتحطيم الصحون والكاسات.‏

وعندما سأله صديقه عن فعله هذا قال له: تخيل أنني تشردقت في لقمة وضربت يدي بلا شعور على الطاولة ما أدى إلى تكسير ما فوقها!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية