ومازلت أذكره بعد أن يصيح من وراء الكواليس صيحته الشهيرة: يا ساتر ويظهر على الخشبة فتسأله «معلمته» أين كنت يا عثمان؟ فيجيب قائلاً: -على الأسطوح - السطح - أكشّ الشمس.
السفرجي عثمان النوبي
يقول الاستاذ أكرم حسن العلبي في كتابه (ظرفاء من دمشق):
إن عبد اللطيف فتحي كان يقدم دور «البربري» الذي كان يقدمه في مصر الفنان علي الكسار وهذا البربري هو «السفرجي عثمان النوبي» وقد استمر في تقديم هذه الشخصية حتى سنة 1947 الواقع أنه استمر في تأديتها عدة سنوات بعد ذلك والمعروف في مصر أن كلمة (سفرجي) هي تلطيف لكلمة خادم.
مونولوج: اقرأ يا شيخ قفّاعة
يستطرد الاستاذ العلبي فيقول:
علاوة على ذلك فقد كان يقدم في فرقة (أمين عطا الله) المصرية فواصل ضاحكة كانت شائعة آنذاك وقد روى أحد المسنين «مونولوجاً» طريفاً كان يؤديه أمين عطا الله ويصور الأحوال الاجتماعية بعد الحرب العالمية الأولى وربما قدمه الاستاذ فتحي.
تلغراف.. آخر ساعة
اقرأ يا شيخ قفاعة «تلغراف» آخر ساعة يللي ف «جورنال البورص» وناح بقى حالق ذقني وان ماكنتش ترقص.
مادام «الضاني» غالي وكذلك «العجالي» مش لازم ندقق، حصاناً أو حماراً أو بغلاً مش ح نعتق: اسفق، اسفق، اسفق.
سيبك م الكلام ده خالص، من بكرة ح تبقى لابس، بدل الطربوش «كاسكيت» ونسافر على أوروبا.. ونتفرج ع الدنيا.. إلخ.
فرقة ناديا العريس
في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، قدمت إلى دمشق فرقة ناديا العريس اللبنانية، وكان مديرها زوج السيدة ناديا علي العريس، وقد تسلم عبد اللطيف فتحي إدارتها عام 1939 فقدمت عروضها ثم تنقلت بين بعض المدن السورية.
لماذا أفلست فرقة العريس
ويذكر الأستاذ العلبي أن هذه الفرقة كانت مثل سابقاتها تقدم الغناء والرقص والتمثيل، وتضم أكثر من مئة وعشرين فناناً وفنانة ويبدو أن هذا العدد الكبير من العاملين في الفرقة إضافة إلى البذخ في العروض، أدى إلى إفلاسها وتوقفها عن العمل كما ذكر لي شخصياً الفنان الكبير الراحل أحمد أيوب الذي كان شاعراً زجلياً أيضاً.
أزجال انتقادية وفواصل فكاهية
يضيف أكرم العلبي: إن الفنان عبد اللطيف كان يقدم في فرقة (العريس) مع زميليه أحمد أيوب وسامي الكسم الأزجال الانتقادية والفواصل الفكاهية والديالوجات الغنائية أي: المحاورات الغنائية وغيرها.
عبد اللطيف.. الموسيقي
قلائل هم الذين يعرفون أن عبد اللطيف فتحي كان موسيقياً أيضاً وملحناً وهذا ما اكتسبه عندما انضم إلى فرقة أمين عطا الله، في زمن سابق، هناك تلقى مبادئ الموسيقى «والنوتة» وأضاف إلى معرفته هذه ما تلقاه على أيدي أربعة من الموسيقيين السوريين المرموقين هم: خالد أبو النصر، كميل شمبير، ميشيل خياط، فؤاد محفوظ.
ولحن أوبريت هارون الرشيد
ولاشك أن هذا ما مكنه من تلحين بعض الأغاني للرقصات الإيقاعية واللوحات الراقصة كما أنه وضع ألحان أوبريت «هارون الرشيد» التي كتبها شفيق المنفلوطي وقد عرفت هذا عن قرب في «المسرح القومي» وكان متعدد المواهب فهو شاعر ومصمم ديكور وممثل.. إلخ.