تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ندوة الثلاثاء الاجتماعي...الجولان .. حكاية نضال و كفاح لتأكيد انتمائه للوطن الأم

مجتمع
الخميس 28-3-2013
متابعة : منال السماك

الجولان في القلب و العين ، كان و ما زال وسيبقى حياً في وجداننا ، و في كل يوم يتجدد الأمل باستعادته إلى حضن الوطن ، و مع كل عروس تخطو نحو ربوعه ينمو الإيمان بأنه يوماً ما ستضم بين ذراعيها من فارقتهم دون دموع وأسلاك شائكة و ستحدثهم دون مكبرات صوت ..

وقفة سريعة مع أهلنا في الجولان للحديث عن أصالتهم و انتمائهم و حضارتهم الأصيلة كان محور الندوة الحوارية للثلاثاء الاجتماعي في كلية الآداب جامعة دمشق – قسم علم الاجتماع تحت عنوان ( الجولان أصالة و حضارة ) ، وقد شارك فيها كل من الدكتور محمد العبد الله والدكتور أسعد ملي من أساتذة الكلية ، و بحضور عدد من المدرسين و الطلاب .‏

د . العبد الله : إصرار على متابعة المشوار‏

أشار د . العبد الله إلى أهمية الجولان منذ القدم بسبب موقعه و تنوع محاصيله الزراعية و الثروات الحيوانية إضافة لكونه منطقة عبور للقوافل التجارية القادمة من فلسطين باتجاه سورية و العراق و الجزيرة العربية ، حيث تشير الآثار المكتشفة في المنطقة إلى التواجد السكاني فيها منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ، و في بداية القرن العشرين تأثر الجولان بالتغيرات السياسية نتيجة الأطماع الاستعمارية الأوروبية في الوطن العربي ، و قد شارك سكانه بصورة فعالة في النضال العربي من أجل الاستقلال و طرد الاحتلالين العثماني و الفرنسي .‏

كما شكلت قرى شمالي الجولان معقلاً هاماً للثوار و ساحة للمعارك الطاحنة التي دارت مع الاحتلال الفرنسي ، و قدمت قرى الجولان مئات الشهداء في معارك الاستقلال ، و تم حرق و تدمير قرية مجدل شمس و تهجير سكانها خلال تلك الفترة وقد استشهد العشرات منهم ما أغنى تجربتهم لمواجهة الاحتلال وزاد من ارتباطهم بأرضهم و تمسكهم به ، و ضمن سياسة « فرق تسد » لإقامة دويلات طائفية ، لعب سكان الجولان دوراً حاسماً في تفشيل المؤامرة الاسرائيلية من خلال رفضهم المتواصل للاحتلال و لمحاولة إضفاء صبغة سياسية على هويتهم الدينية ، كما رفضوا أي محاولة للربط بين هويتهم القومية و معتقداتهم الدينية .‏

وعلى الصعيد الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967 وفي الداخل تحققت عملياً وحدة النضال العربي ضد الاحتلال وممارساته و تم تقديم المساعدات المالية و المعنوية ما أدى إلى ربط النضال السوري في الجولان والنضال في الداخل برباط عضوي لم ينقطع حتى الآن ، كما كان الجولان من الأماكن التي استجابت للانتفاضة الفلسطينية حيث قدمت المعونات الغذائية و ساندتها بالمظاهرات و الاضرابات كما شارك الجولان في مواقف كثيرة دعت إليها القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة إضافة إلى الزيارات التضامنية إلى الضفة و القطاع .‏

و لفت د . العبد الله إلى ممارسات القمع الاحتلالية و محاولة اقتلاع سوريي الجولان من أرضهم و محاولتهم تشويه هويتهم السياسية و القومية إلا أنها لم تستطع منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم أن تثنيهم عن إصرارهم على متابعة المشوار الشاق في مواجهة الاحتلال و التأكيد دائماً على انتمائهم السوري ومقاومة الاحتلال مهما بلغت التضحيات .‏

د . ملي : لا هوية إلا الهوية السورية‏

و وصف د . ملي الجولان بأنه خزان سورية المائي و أحد كنوزها المسروقة منذ ستة و أربعين عاماً و ربما يكون خزانها النفطي الذي يحاول الاحتلال سرقته ، كما يعد الجولان نقطة تلاقٍ بين بلاد الشام لذلك كان مصدر قلق دائم للإسرائيليين ، و منذ مرحلة ما قبل الاحتلال كانت منطقة الجولان من المناطق الأكثر تطوراً في سورية و اشتهرت بزراعتها حيث تطبق آخر ما توصلت إليه التطبيقات التقنية في هذا المجال ، كما أن نسبة المتعلمين تعد من أعلى النسب ، و قد ساعد على ذلك الدولة السورية التي سهلت عملية قدوم الطلبة لتلقي التعليم الجامعي بواسطة الصليب الأحمر .‏

و قد كان لسكان الجولان حكاية طويلة من الكفاح و النضال ضد مشاريع الاحتلال الطامع بأرض الآباء و الأجداد ، و ذلك للمحافظة على عروبة الجولان و منع ضمه إلى الكيان ، إلا أنه بعد شهرين من قرار الضم أعلن أبناء الجولان اضراباً استمر ستة أشهر متواصلة احتجاجاً ، معلنين رفضهم المطلق تطبيق قوانينه عليهم بالقوة وكانت حادثة حرق الهويات الاسرائيلية ، تأكيداً أن لا هوية إلا الهوية السورية و لا انتماء إلا لوطنهم الأم سورية ، و لا يزال نضال أهلنا في الجولان مستمراً بالإمكانيات المتاحة ، و طالما هناك سكان يرفضون الاحتلال ستبقى الجولان ورقة سياسية في يد الدولة السورية لأن هذه الأرض عصية على الابتلاع من قبل الاحتلال الاسرائيلي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية