تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث... بيت بلا سقف

آراء
الخميس 28-3-2013
د. اسكندر لوقا

في العديد من المناسبات تتحدث وسائل الإعلام في الشرق والغرب على حد سواء عن إسرائيل بوصفها تشكل جسماً غريباً عن المنطقة العربية. وذات يوم كتب

الصحفي والمحلل السياسي الألماني المعروف «لوتار رول» كتب في صحيفة فرانكفورت الألمانية قائلاً: لقد كان زرع إسرائيل بمثابة جسم غريب في الشرق الأوسط، وذلك بالرغم من المقاومة المريرة التي أبداها العرب».‏

وفي اعتقادنا، كوننا أصحاب الأراضي العربية في منطقتنا، فإن وجود إسرائيل سيبقى وجوداً غريباً «في محيط معاد» كما يراه دارسو القضية الفلسطينية، وسيبقى كياناً استيطانياً استعمارياً حل محل شعب كان آمناً عبر تاريخه الطويل إلى أن تمت في مؤتمر بال في سويسرا (آب 1897) فبركة المقولة المعروفة حول وعد إله اليهود «يهوه» فيما يتصل ب «أرض الميعاد».‏

وفي سياق هذه الوقفة مع الحدث، نستذكر قول الإرهابي «ديفيد بن غوريون» ساعة إعلان قيام إسرائيل في سنة 1948 بشأن السعي الحثيث لترسيخ هذا الكيان حيث أقيم متضمناً ما يلي: بناء جيش قوي، تحصين مواقع الدفاع القريبة من الحدود، التزود بسلاح نووي هجومي.‏

وبقيت حكومات الكيان الصهيوني تعمل على جعل هذا البرنامج واقعاً على الأرض لا يمكن أن يمس بأي أذى إلى أن جاء يوم وشاهدت فيه سقوط صواريخ عراقية مزودة برؤوس متفجرة تقليدية فوق أراضيها (1991) ما حمل أكثر من كاتب ومحلل سياسي في تلك الحقبة على القول: إن إسرائيل باتت بيتاً بلا سقف.‏

وما يمكننا العودة إليه أيضاً في سياق هذه الوقفة التصريح الذي أدلى به رئيس أركان جيش العدو «إيهودا باراك» والذي أصبح فيما بعد وزيراً للدفاع فرئيساً للوزراء، وهو يردد بأن «إسرائيل» بعد سقوط تلك الصواريخ عززت من وسائل دفاعها الجوي وبذلك تمكنت من السيطرة على أجواء المنطقة «تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية». وبطبيعة الحال لم نستغرب نحن البعض من العرب هذا التصريح لأننا خبرنا مثل هذه الرعاية الأميركية للكيان الصهيوني منذ تاريخ برقية الرئيس الأميركي «هاري ترومان» دعماً لقيام الكيان بعد إحدى عشرة دقيقة فقط.‏

ولهذه الاعتبارات، لم تستجب إسرائيل يوماً لأي من القرارات الشرعية التي أدانت أعمالها العدوانية بحق العرب، وحتى الساعة. وفي سياق النوايا العدوانية المبيتة ضد البلاد العربية عموماً وسورية علي وجه التحديد، لاتزال إسرائيل تردد نغمة العداء المبيت ضدها من قبل دول مجاورة أو بعيدة نسبياً، وذلك من خلال سعي هذه الدولة أو تلك لامتلاك السلاح النووي وهي تعلم أن لا أحد في العالم يجهل امتلاكها ل 200 رأس نووي على الأقل.‏

ومن هنا نتفهم ما عناه الكاتب «لوتار رول» عندما أشار إلى أن إسرائيل جسم غريب في المنطقة وفي اعتقادنا أنه سيبقى كذلك إلى أن يسترد الجسم العربي عافيته في يوم آت.‏

iskandarlouka@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية