|
العلاج بالسعادة.. رؤية ويقدم إجراءً احتياطياً يؤمّن عدم الاستعانة بأي شيء يقارب المعالجة أو التداوي.. هكذا يسوق العلاج مبطّناً، متوارياً بزي «العيش». في كتاب آخر عن التنمية الذاتية، تُسرد حكاية مريض منعه مرضٌ حاد بالمفاصل عن الحركة والقيام بنشاطاته اليومية.. وكان أجمع أطباؤه على أن حالته ميؤوس منها. ما فعله المريض أنه ألقى كلام الأطباء بأول سلة مهملات صادفها وذهب لشراء كل الأفلام الكوميدية التي يعرفها وتلك التي لا يعرفها.. وكأنه اتخذ قراراً بتطبيق قناعة «العلاج بالضحك».. هكذا تحسنت حالته بعد مشاهدة تلك الأفلام وتفاعله معها، بل وبدأ ممارسة رياضة كان يستحيل عليه القيام بها. في فيلم «المعالجة بالسعادة/بالإيجابية، Silver lining playbook»، الذي أخرجه (ديفيد أو راسيل) عن رواية ماثيو كويك، تأتي السعادة لبطليه عن طريق تشاركهما بنشاط الرقص.. الذي يصل بهما لمكان لم يكونا ليخططا له.. فتمنحهما الحياة أخيراً فرصة إيجاد السعادة بوسيلة الحب. ثمة علاجات عديدة نغمض أعيننا عنها دون قصد.. لا نبصرها.. أو لربما خبّأتها الظروف المحيطة عنّا.. وكل ما نحتاجه مجرد حركة بسيطة تقلب مجريات الأمور وتعيدها لصالحنا بعد أن خلناها ضائعة عن أفق رؤيتنا.. حركة بمقدار بساطتها تتغمس بنوعٍ من ذكاء فطري يصل بنا برّ الأمان.. تشبه تلك الحركة التي نقوم بها على رقعة الشطرنج واصلين لمرحلة «كش ملك».. فنفاجئ خصمنا.. الذي لا يبتعد عن كونه «خوفاً» مما يصيبنا على غفلة من أحلامنا التي أخذت حيّزاً من مخططات تفكيرنا. في «العيش بالتفلسف»، لا يبتعد معنى التفلسف الذي أراده غرايش عن كونه (طريقة جديدة في قيادة الحياة أو إدارتها).. ويمكن لأي منّا أن يخترع طريقته المثلى في انتزاع خوفه من أيٍّ شيء كان، مبتكراً أسلوب عيشه الخاص. حينها يغدو العيش نوعاً من توءمة لتمارين روحية.. أقلّه يمكن لنا من خلالها تقليم أظافر خوفنا.. أو ترويض الغول الكائن lamisali25@yahoo.com">خلفه. lamisali25@yahoo.com
|