وأعادوا ذلك إلى استغلال التجار وضع المربين الذين هم في حاجة إلى المال لتسديد قروضهم والاستحقاقات المادية المترتبة عليهم لتغطية نفقات تربية الأغنام والمواشي..
هذا القلق لم يتوقف عند الفلاحين الذين تحسسوا الأزمة بوضوح، لكنه شمل الجميع وفي المقدمة تجار اللحوم الذين يشكون من أن الغلاء، وقلة العرض في سوق الذبح، وارتفاع ثمن الأغنام يدفعهم للبيع بالخسارة تحت تهديد توقف البيع إن زادت الأسعار أكثر.. إذ لم يسبق أن باعوا لحم الخاروف في الرقة بـ 650 ل.س علماً أن السعر سيزداد في رمضان.
أما المستهلك الذي تراجعت قدرته المادية بسبب ارتفاعات الأسعار المستمرة، فهوأكثر من يحس بالارتفاع وهو يرى أننا دخلنا، ولأول مرة في الرقة، في عصر الأوقية فأهل الرقة لم يشتروا اللحم إلا بالكيلو سابقاً، وهم يشترونه بالأوقية حالياً، فالمطلوب طعم اللحم في الطبيخ، وليس اللحم ذاته..!
هذا ناهيك عن أن منتجات الأغنام أصبحت باهظة جداً ولاتتناسب أسعارها حتى مع الزيادة التي تغنت بها الحكومة، وهي 35٪ القادمة في بطن السنة والنصف الحالية!.
وحذر اتحاد الفلاحين في الرقة، في كتابه الموجه إلى الاتحاد العام للفلاحين من أن التهريب قد يؤدي إلى حدوث نقص شديد في تعداد الثروة الحيوانية في القطر ما سيزيد من التأثير السلبي على الفلاحين والمواطنين كافة، ويطالب فلاحو الرقة اتحادهم العام بالإيعاز لمن يلزم لمنع ذبح إناث العواس، ولو كانت منسقة تربوياً كونها تصلح للإنجاب والتكاثر، والعمل مع الجهات المعنية على إيجاد صيغة مناسبة للسماح للتجار باستيراد أغنام بديلة للذبح بدلاً من إناث العواس.